رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التايمز: الحروب التجارية لترامب تهدد صناعة السيارات الأمريكية

2-3-2025 | 14:35


دونالد ترامب

دار الهلال

ذكرت صحيفة (التايمز) الأمريكية اليوم الأحد، أن الحروب التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُهدد بفرض خسائر على الجبهة الداخلية؛ صناعة السيارات الأمريكية .


وأوضحت الصحيفة الأمريكية - في تقرير لها - أنه "إذا مضى ترامب قدماً في فرض ضرائب بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك يوم الثلاثاء المقبل فسيتسبب ذلك في تعطيل أكثر من 300 مليار دولار من التجارة السنوية للسيارات مع جيراني الولايات المتحدة، ما سيؤدي إلى تدمير سلاسل الإمداد التي كانت تعمل لعقود ومن المرجح أن يزيد من تكلفة السيارات الجديدة التي أصبحت أصلاً باهظة الثمن".


وتُعد التعريفات الجمركية تهديدًا "وجوديًا" لإنتاج السيارات في أمريكا الشمالية، كما قال زميل في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس الأمريكية ديفيد جانتز.


وأضاف أنه ستُزيد هذه التعريفات "تكلفة كل شيء يُستورد من المكسيك أو كندا ويُستخدم في صناعة السيارات التي يتم تجميعها في الولايات المتحدة".


من جانبها، أعلنت الشركة الأمريكية "كيلي بلو بوك" المختصة في تقدير أسعار السيارات المستعملة والجديدة، أن تعريفة ترامب قد ترفع سعر السيارة الجديدة المتوسطة في الولايات المتحدة - التي تقترب بالفعل من 49 ألف دولار بمقدار 3 الاف دولار أو أكثر بينما قد يرتفع سعر بعض الشاحنات الكبيرة بمقدار 10 الاف دولار، مشيرة إلى أن الألم الاقتصادي سيتفاقم إذا ردت كندا والمكسيك بتطبيق تعريفات على الصادرات الأمريكية.


وكتب خبراء اقتصاديون أن "الأثر الاقتصادي لفرض تعريفة 25% على كندا والمكسيك سيكون تأثيره شديد، ومن المحتمل أن تدفع الانتقام الكامل من كندا والمكسيك الاقتصاد إلى حالة من الركود، بينما تدفع الولايات المتحدة إلى نقطة نمو متوقف".
ومن المتوقع أن تؤدي التعريفات الجمركية بنسبة 25% إلى انخفاض مبيعات السيارات بنسبة 13.6% سنويًا في كندا و 10.6% في الولايات المتحدة.


أما عن تأثير تعريفات ترامب على سلاسل إمداد صناعة السيارات في أمريكا الشمالية، أوضحت المجلة الأمريكية في تقريرها أنه منذ عام 1965، عندما ألغت الولايات المتحدة وكندا التعريفات الجمركية على السيارات وقطع غيار السيارات المتبادلة، أصبحت أمريكا الشمالية قوة كبيرة في صناعة السيارات حيث تم إدخال المكسيك إلى هذا التعاون عبر اتفاقية تجارية إقليمية عام 1994، واتفاق آخر تفاوض عليه ترامب في عام 2020.


وبدوره، قال بريت هاوس أستاذ في كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا "إن حقيقة أنك تستطيع الحصول على الصلب والألومنيوم الرخيص نسبيًا من كندا، وأنك تستطيع استخدام العمالة منخفضة التكلفة في المكسيك لتجميع السيارات، وأنك تستطيع الاستفادة من الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة في الولايات المتحدة معًا، يجعل أمريكا الشمالية مكانًا تنافسيًا للغاية لبناء السيارات".


وانتقل جزء كبير من الإنتاج إلى المكسيك فعلى سبيل المثال، تصنع شركة فورد طراز برونكو سبورت SUV وشاحنة مافريك في مدينة سونورا في شمال غرب المكسيك بينما تصنع شركة ستيلانتيس طراز جيب كومباس وواجونير إس في مصنع في تولوتشا، غرب مدينة مكسيكو، الذي يعمل منذ عام 1968. 


وأشارت المجلة إلى أن أكثر من نصف الـ8 ملايين سيارة وشاحنة خفيفة التي استوردتها الولايات المتحدة العام الماضي كانت من المكسيك (المرتبة الأولى بأكثر من 3 مليون) وكندا (المرتبة الرابعة بـ 1.1 مليون)؛ كما أن كندا والمكسيك هما أكبر سوقين خارجيين للسيارات والشاحنات الخفيفة المصنعة في الولايات المتحدة حيث يمثلان 53% من صادرات السيارات الأمريكية .


ومن خلال فرض ضرائب على الواردات الكندية والمكسيكية، التي كانت تدخل الولايات المتحدة سابقًا بدون تعريفات، سيقوم ترامب بتفجير هذه الشبكة المعقدة من التصنيع؛ بحسب ما أوردته (التايمز) الأمريكية في تقريرها الأسبوعي.


وقال مسؤول في البيت الأبيض تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة تفاصيل خطة التعريفات، إن الضرائب ستُطبق كلما عبرت السلع الحدود من المكسيك أو كندا مما يعني أن التكاليف ستتراكم كلما انتقلت مكونات السيارات من المصانع في الولايات المتحدة إلى المكسيك أو كندا ومن ثم العودة كما سيزداد الروتين الإداري "إنها كابوس إداري وبيروقراطي لتتبع الأمور".


علاوة على ذلك، فإن التعريفات الجمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك ستُضاف إلى الضرائب الأعلى التي يعتزم ترامب فرضها على الصلب والألومنيوم الأجنبي بدءًا من 12 مارس.


ويعتزم ترامب إزالة الاستثناءات على الرسوم الجمركية على المعادن التي فرضها في فترته الأولى، 25% على الصلب و 10% على الألومنيوم ورفع الرسوم على الألومنيوم إلى 25% ، وهذا يعني أن مستوردي الولايات المتحدة، بما في ذلك شركات السيارات، سيدفعون رسوماً بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم من كندا والمكسيك، المصدرين الرئيسيين لهذه المعادن.


وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي، إنه "حتى الآن، ما نراه هو الكثير من التكاليف والكثير من الفوضى".


وأضافت المجلة الأمريكية في تقريرها إلى أن ترامب أكد أن الضربة الكبيرة على الواردات من كندا والمكسيك ليست تتعلق بالتجارة؛ بل هي محاولة للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين والفنتانيل عبر الحدود الأمريكية.


ويشتبه العديد من المحللين في أن ترامب لديه هدف آخر، إذ إن اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا (USMCA) التي تفاوض عليها في فترته الأولى ستُجدد العام المقبل لذلك، من المحتمل أن يسعى إلى إجراء تعديلات لضمان أن يتم المزيد من الإنتاج وخاصة إنتاج السيارات في الولايات المتحدة، وليس في أمريكا الشمالية فقط.