علماء المسلمين| ابن حزم.. مجدد الفقه و مؤلف موسوعي (30- 2)
شهد تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء البارزين الذين قدموا إسهامات كبيرة في مجالات معرفية متنوعة مثل: العلوم التطبيقية، الدينية، اللغوية، الفلسفية، الطبية، والاجتماعية، وقد أسس هؤلاء العلماء قواعد ومناهج علمية راسخة في أبرز العلوم التي استفاد منها الإنسان على مر العصور وحتى يومنا هذا.
وفي سلسلة خاصة تقدمها بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان المبارك، نستعرض يوميا أحد هؤلاء العلماء المسلمين المبدعين ونلقي الضوء على إسهاماتهم العظيمة في مختلف ميادين المعرفة.
نبدأ في حلقتنا الأولى بالتعرف على أبرز علماء اللغة العربية والأدب، الذين قدموا أعمالاً قيمة أثرت هذا المجال وأسهمت في تقدمه.
الإمام ابن حزم
يعد الإمام ابن حزم (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994 م - 28 شعبان 456هـ / 15 أغسطس 1064 م)، أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ. فقيه ظاهري، ومجدد القول به. كما أنه أديب، وشاعر، وفيلسوف.
ولابن منزلة علمية كبيرة، وكان ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين الله، حيث أنه لا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها محض الظن.
وصف بن القيم ابن حزم بأنه "منجنيق العرب أو الغرب" حيث انه كان شديد التتبع لآثاره وكتبه، وكانت الناس تضرب المثل به، وقيل عنه: «سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان»، فلقد كان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس، وهذه الحدة أورثت نفورًا في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاته، وكثر أعداؤه في الأندلس.
ويعتبر ابن حزم أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وله العديد والعديد من المؤلفات في مختلف المجالات، فله في الأدب كتاب "طوق الحمامة"، كما أنه و شرح منطق أرسطو وأعاد صياغة الكثير من المفاهيم الفلسفية، وهو أول من قال بالمذهب الاسمي في الفلسفة الذي يلغي مقولة الكليات الأرسطية (الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات بين المتكلمين والفلاسفة في الحضارة الإسلامية وهي أحد أسباب الشقاق حول طبيعة الخالق وصفاته).
وعن عدد مؤلفاته يقول ابنه أبو رافع الفضل أن مبلغ تأليف أبي محمد هَذَا فِي الفقه والحديث والأصول والتاريخ والأدب وغير ذَلِكَ بلغ نحو أربعمائة مجلد تشتمل عَلَى قريب من ثمانين ألف ورقة.