رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رفض التهجير وإعادة إعمار غزة بعد تثبيت الهدوء.. ملفات تتصدر مباحثات القمة العربية الطارئة بالقاهرة

4-3-2025 | 10:25


أعلام الدول العربية

محمود غانم

تتجه الأضواء، اليوم الثلاثاء، إلى القاهرة حيث تستضيف القمة العربية الطارئة، للتباحث في شأن القضية الفلسطينية والتطورات المتصلة بها، في ظل تقاطع الرغبات الأمريكية الإسرائيلية في ملف تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وهو الأمر الذي قوبل برفض عربي قاطع بدعم من الإرادة الدولية والأممية.

القمة العربية 
تنطلق بالعاصمة المصرية "القاهرة"، اليوم، القمة العربية الطارئة، بغرض مناقشة التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك التطورات في قطاع غزة.

وإلى جانب حضور زعماء وممثلين عن مختلف الدول العربية، يشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وذلك بغرض توضيح الأولويات المطلوبة بشأن قطاع غزة، بما في ذلك الحفاظ على وقف إطلاق النار، وضرورة وجود إطار سياسي واضح نحو إعادة إعمار القطاع الفلسطيني، وضمان استقراره بشكل مستمر.

وتنعقد القمة العربية في ضوء طرح تهجير فلسطينيي قطاع غزة، الذي يروج له الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى دول مجاورة، وهو ما قوبل برفض عربي قاطع، ما أجبره على التأكيد لاحقًا أنه لن يفرض خطته في هذا السياق.

وسبق هذه القمة عقد وزراء الخارجية العرب، أمس الاثنين، اجتماع تشاوري تحضيري لها، حيث ناقشوا الأوضاع في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية.

ومن المقرر، أن تبحث القمة العربية الوصول إلى قرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير، ويؤكد في ذات الوقت على الإجماع العربي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم.

وفي هذا الإطار، تتوافق الدول العربية على ضرورة، أن يكون هناك إجماع عربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية، بما فيها بقاء الشعب على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره.

ويأتي ذلك انطلاقًا من إيمانهم بأن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب الوصول إلى حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من التمتع بكامل حقوقه.

وتبحث القمة كذلك خطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، إلى جانب دعم استكمال اتفاق وقف النار هناك ومنع أي خروقات، خصوصًا في ظل التنصل الإسرائيلي منه، وتعطيل دخول المساعدات الإنسانية.

وتتكشف خلال القمة معالم الخطة المصرية بشأن التعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، بما فيها من إبقاء الفلسطينيين فى أرضهم، أثناء تنفيذ هذه العملية، والتي من المنتظر أن يتم اعتمادها في القمة.

وتستهدف الخطة المصرية بدرجة أولى الحيلولة دون تنفيذ المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

في غضون ذلك، ستؤكد القمة العربية على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية بدعم أمريكي، وضرورة تكثيف إيصال المساعدات لسكان غزة.

وباتت الأوضاع في قطاع غزة أقرب ما تكون إلى الغليان مرة أخرى، حيث تنصلت إسرائيل من المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في يناير الماضي، وبدلاً من ذلك، دفعت بمقترح أمريكي خارج ما هو متوافق عليه، وهو ما قابلته حركة حماس بالرفض، وأكدت على ضرورة الانتقال مباشرة إلى المرحلة التالية، التي تضمن وقف الحرب.

لتقرر إسرائيل من طرفها تعطيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، اعتبارًا من صباح الأحد الماضي، متذرعة برفض حماس للمقترح الأمريكي.

ولم تتوقف الأمور عند هذا القدر، بل هددت إسرائيل باستئناف الحرب ضد القطاع الفلسطيني، في حال عدم قبول حماس بالمقترح الأمريكي.

وفي إطار القمة كذلك، يقدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رؤية بلاده لمواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

وتتضمن تلك الخطة العناصر التي من شأنها الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية، وضمان صموده وثباته على أرضه، ومنع محاولات التهجير، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة والضفة، وصولًا إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.

وبشكل أساسي ترتكز هذه الرؤية الفلسطينية على تمكين دولة فلسطين وحكومتها الشرعية من تولي مهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة، كما هو في الضفة الغربية، وذلك انطلاقًا من وحدة الأرض الفلسطينية ونظامها السياسي وولايتها الجغرافية والسياسية والقانونية، وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

في سياق متصل، أكدت حركة حماس، في رسالة وجهتها للقمة العربية، حرصها على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددة في ذات الوقت، رفضها لأي وجود لقوات أجنبية في قطاع غزة.

وشددت حماس، أنها جاهزة للتعاون مع أي مبادرة من شأنها التصدي لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وإعادة إعماره دون المساس بالحقوق الفلسطينية، وخاصة الحق الثابت في مقاومة الاحتلال.

وأعربت عن "تقديرها للموقف العربي الموحد الرافض لمشروع تهجير شعبنا الفلسطيني، لا سيما موقف مصر والأردن"، حيث إنهما الدولتان اللتان استهدفهما مخطط الرئيس الأمريكي لتهجير الفلسطينيين.


وفي المقابل، تراقب الولايات المتحدة الأمريكية عن كثب النتائج التي ستخرج بها هذه القمة العربية، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي، مؤخرًا، بأن "الشركاء العرب سيجتمعون قريبًا ثم يعودون إلينا بخطة بشأن غزة" في إشارة إلى هذه القمة.