رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أشهر الأضرحة والمقامات| «سعد زغلول» خالد في ذاكرة الأمة

4-3-2025 | 14:12


ضريح سعد زغلول

بيمن خليل

تعتبر الأضرحة منشآت معمارية تُبنى فوق قبور الأشخاص تخليدًا لذكراهم، وهي تختلف عن المقامات التي لا يشترط أن تكون مكانًا للدفن أو القبر، فقد يكون المقام هو مكان إقامة الشخص في يوم من الأيام أو مكانًا كان يمارس فيه طقوسه الدينية أو حتى مكانًا مر به في مرحلة ما من حياته، وأصبح لاحقًا مقصدًا للناس ليبنوا عليه مكانًا للعبادة أو للزيارة، ومن أشهر الأضرحة والمقامات:

ضريح سعد زغلول: خالداً في ذاكرة الأمة

ضريح سعد زغلول هو المَعلم الذي يضم رفات الزعيم المصري الراحل سعد زغلول، وقد بدأ بناء هذا الضريح بعد وفاته في عام 1927م، وتم نقل رفاته إليه بعد اكتمال البناء في عام 1936م.

يقع الضريح في شارع الفلكي، الذي يوازي شارع قصر العيني، ويشغل مساحة 5225 مترًا مربعًا (55 × 95 مترًا)، بينما يشغل الضريح نفسه مساحة 625 مترًا مربعًا تقريبًا (25 × 25 مترًا)، تحيط به حديقة واسعة تشغل باقي المساحة.

بعد وفاة سعد زغلول، قررت الحكومة المصرية بناء ضريح له بالقرب من منزله، وعلى الرغم من أن بناء الضريح لم يكتمل في البداية، فقد دفن جثمانه مؤقتًا في مقابر الإمام الشافعي إلى أن اكتمل بناء الضريح. كما قررت الحكومة تشييد تمثالين للزعيم الراحل؛ الأول في القاهرة بمنطقة الجزيرة، والثاني في الإسكندرية بمحطة الرمل.

وقد قوبل قرار الحكومة ببناء الضريح والتمثالين برفض من السراي الملكية والإنجليز. فقد اعترضت السراي الملكية على بناء تمثالين لسعد زغلول، حيث كان لها اعتراض على أن محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا لم يُبنى لهما إلا تمثال واحد فقط، كما لم يكن هناك تمثال للخديوي إسماعيل. أما اعتراض الإنجليز فكان بسبب اعتقادهم أن بناء التماثيل والضريح يهدف إلى تعزيز الروح الوطنية، وهو ما كانوا يرفضونه، رغم أن بعض المسؤولين الإنجليز نفوا هذا الاعتراض في حينه.

في عام 1931، اكتمل بناء الضريح في عهد وزارة إسماعيل صدقي، الذي كان من ألد أعداء سعد زغلول. عارض إسماعيل صدقي وقتها فكرة بناء ضريح كبير لشخص واحد، واقترح تحويله إلى مقبرة جماعية تضم رفات جميع الساسة والعظماء. لكن زوجة سعد زغلول، رفضت هذا الاقتراح بشدة، وأصرت على أن يكون الضريح مخصصًا له وحده، وفضلت إبقاء جثمانه في مقابر الإمام الشافعي حتى تتحسن الظروف السياسية ويتم نقل رفاته في احتفال يليق بمقامه التاريخي كزعيم للأمة.

تم بناء الضريح على الطراز الفرعوني، حيث تم استخدام أعمدة ضخمة من الجرانيت وكتلة ضخمة من الجرانيت الفاخر فوق المدفن. وقد تم اختيار الطراز الفرعوني ليكون متاحًا لجميع المصريين من مختلف الطوائف. إلا أن هذا الاختيار قوبل ببعض الانتقادات، حيث عبّر الشاعر يوسف حمدي يكن عن ذلك في رباعية قصيرة نُشرت في مجلة "الهلال" في نوفمبر 1932، قال فيها:

"يا سعدُ: مثواكَ القلوبُ، بها .. 

ذكراكَ متصلٌ بها الأملُ 

عابوا ضريحكَ ـ جاهلينَ ـ على .. 

رغمِ الحقيقة، إنهم جهلوا 

إنّا بنو مصرٍ نُتابعُ ما .. 

تركَ الجدودُ لنا، وما عمِلوا 

نبني كما كانت أوائلُنا .. 

تبني، ونفعلُ مثلما فعلوا"