في حوار نادر لـ«الهلال»| الشيخ عبد الباسط عبد الصمد: الحصرى مرتل ومصطفى إسماعيل معبر
قال لى قارئ القرآن الكريم الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد وأنا أتأمل صورة له في مدخل منزله يضع على صدره وساما تقديريا: هذا الوسام أهداه لى رئيس الدولة في إندونيسيا بعد أن قمت بقراءة القرآن الكريم في ليالى شهر رمضان الكريم.. وغير هذا الوسام حصلت على أوسمة من معظم البلاد الإسلامية.. لكننى لم أحصل من بلدى على أي وسام باستثناء واحد منحته لى مدينة الإسكندرية.
قلت لحامل الأوسمة الخارجية الذى ينشد وساما من بلده.. لكن قراء القرآن الكريم يرفضون تسلم جوائز أو أوسمة في عيد الفن؟
ويرد قائلا:
.. وهل رشحوا أحدا من قراء القرآن الكريم وتأخر!!
قلت للشيخ عبد الباسط.. أنت صاحب شخصية مميزة في قراءة القرآن الكريم.. فهل هناك مقلدون لطريقتك في القراءة؟
هذه حقيقة لأن بعض الجدد من القراء يقلدون مشاهير القراء..
وأنا أرى أنه يجب على القارئ الجديد أن يتخذ طريقا جديدا وأن تكون له شخصية في الأداء ينفرد بها.. فهناك واحد يقلد الشيخ مصطفى إسماعيل وواحد يقلد المرحوم الشيخ محمد رفعت.. وكثيرون يقلدوننى وبعضهم يقرأ في الإذاعة.
وما هو حكمك على هذه الأسماء من قراء القرآن الكريم؟
الشيخ الطبلاوى:
صوت جميل.
الشيخ شعبان الصياد:
صوت حلو مؤثر.
راغب مصطفى غلوش:
صوته حلو أيضا.
والشيخ محمود الحصرى:
مرتل.
الشيخ مصطفى إسماعيل:
رجل فنان يتصرف في القراءة وفى التعبير!
وكيف يكون التصرف عند قراءة القرآن الكريم؟
أي عدم الخروج على أحكام القرآن في المد والإظهار والإخفاء والغنة وما إليها لأن المستمع العادى يفضل القراءة الواضحة قراءة من لا يأكل حرفا ومن لا يظهر بعض الحروف.
ومن هم أشهر زملاء جيلك من القراء؟
الشيخ البهتيمى والشيخ صديق المنشاوى.
هل تأثرت بأسلوب وشخصية الشيخ محمد رفعت في القراءة؟
المرحوم الشيخ رفعت مؤثر يقرأ من القلب ومن يقرأ من القلب يتقى الله فيه ويصل إلى القلب.
ومن الذى تعجبك تلاوته من القراء من غير السابقين عليك؟
الشيخ أبو العينين شعيشع كان متربعا على عرش القراءة في وقته.. الشيخ المرحوم منصور الشامى الدمنهورى كان مؤثرا وله تأثير على من يسمعه.
ما هي أشهر المساجد التي قرأت فيها خارج مصر؟
قرأت في المسجد الأقصى والمسجد الأموى ومسجد لاهور بالباكستان ومسجد خالد بن الوليد في الشام والمسجد النبوى الشريف والحرم المكى وقراءة القرآن الكريم في هذه الأماكن تتم بإذن.
هل هناك صراعات في عالم قراء القرآن الكريم مثلما نلمح بعض الصراعات في عالم أصحاب المواهب؟
هكذا السلوك الإنسانى.. والقارئ ما هو إلا إنسان يقرأ أعظم الكلمات السماوية ولكننى أتصور أن صراعات القراء بريئة.
هل أنت مستعد لتبنى صوت جديد في عالم قراءة القرآن الكريم؟
حينما أسمع قارئا يستحق فإننى أقدمه بنفسى إلى الإذاعة.. ولى في هذا المجال محاولات كثيرة مثل تقديمى للشيخ أحمد الرزيقى وهو من الأقصر وقبل أن يصل صوته للإذاعة في القاهرة واقتنعوا به بعد أن قدمته.
ومتى اعتمدت أنت في الإذاعة؟
في عام 1951 وكانت اللجنة ولا تزال مكونة من علماء من معهد القراءات والأوقاف والأزهر وعضوين من لجان الموسيقى لتقييم الصوت وإمكاناته.
لكن هل يختبرون القارئ في معنى ما يقول؟
لا.. إنهم لا يسألون عن المعنى!!
وهل لدينا أزمة أصوات في القراء مثلما نشكو في مجالات أخرى؟
نعم هناك أزمة أصوات في مجال القراءة.. لكن في الريف يوجد قراء ممتازون مهضومون لا يعرفهم الناس خارج قراهم ويستحقون القراءة أمام ميكرفون الإذاعة لكنهم لا يأخذون حقهم؟!
ابنتك أميمة تتمتع بصوت جميل .. إذا أرادت هل تسمح لها بالغناء؟
اختلفت نبرة صوته عند الإجابة عن السؤال بشكل أكثر حدة وقال:
“لا أسمح لابنتي أميمة” بالغناء لأنى مع الرأي القائل بأن صوت المرأة عورة.
ولكنك تسمع بعض الأصوات الغنائية؟
بالطبع أسمع المرأة في الراديو وأحب صوت المرحومة أم كلثوم خاصة في القصائد والأغنيات الدينية.
وهل يفكر أي من أبنائك البنين في الاشتغال قارئا للقرآن الكريم؟
أتمنى أن يصبح أحد أولادى قارئا للقرآن الكريم لكن معظمهم اختار تخصصات دراسية بعيدة عن هذا المجال برغم عشقهم وحفظهم لكتاب الله فأولادى: جمال ومحمد توأم بكالوريوس التجارة وكذلك خالد بكلية التجارة وطارق بكلية الشرطة وعصام بالثانوية العامة وهشام بالثانية ثانوى وياسر بالابتدائية وأميمة وسحر طفلتان.
لماذا لم تفكر في الإنشاد الدينى وأنت صاحب صوت جميل أخاذ؟
لأننى تفرغت للتلاوة المباركة ونجح غيرى في مجال أداء الموشحات والأدعية الدينية مثل الشيخ طه الفشنى ومحمد الفيومى وعلى محمود وسيد النقشبندى ونصر الدين طوبار ومحمد الطوخى وغيرهم.
وهل توافق على أن تصاحب الآلات الموسيقية تقديم هذا اللون من الدعاء الدينى؟
لا أمانع أن تصاحب هذه الموشحات والأدعية آلات موسيقية طالما كانت في غير قراءة القرآن الكريم.
وماذا تأخذ على بعض مستمعى القرآن الكريم؟
“في ليالى القرآن الكريم أتذكر خشوع الناس في بعض البلاد مثل الباكستان والهند عند قراءة القرآن وهنا لا أشجع حكاية التهليل فالقرآن يجب أن يستمع إليه الناس في أدب ووقار وإذا كان هناك استحسان يكفى ذكر اسم الله”.