رمضان في عيون الشعراء| فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى.. قصيدة ابن دراج القسطلي (30-5)
لم يكن شهر رمضان مجرد وقت للصيام والعبادة فحسب، بل أصبح رمزًا للتجديد الروحي والتواصل الاجتماعي، حيث يعد من أعظم الشهور في الإسلام، وقد نال مكانة مميزة في قلوب المسلمين عبر العصور، كما أُلهِمَ قلوب الشعراء وحرِّك مشاعرهم، ليُعبروا عن جلاله وعظمته بأجمل الكلمات وأرقى الأبيات.
وتناول الشعراء شهر رمضان من زوايا متعددة؛ فمنهم من ركَّز على معاني الصبر والتقوى والإيمان، ومنهم من عبَّر عن فرحته بقدومه وحزنه على رحيله، ومنهم من أضاء جوانب التواصل والمودة بين الناس خلال هذا الشهر الفضيل.
كما صوّروا ليله المضاء بنور الإيمان ونهاره المفعم بعبق العبادة والخشوع، كما عبر الشعراء عن اشتياقهم الدائمٍ لقدومه، فكان لرمضان مكانة مميزة في ديوان الشعر العربي، وخلَّده الشعراء عبر الأزمان.
وتقدم بوابة «دار الهلال» طوال شهر رمضان المبارك 1446 هجريا، أبرز القصائد للشعراء، ومنها قصيدة «فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى» لـ «ابن دراج القسطلي».
ابن دراج القسطلي "347- 421/ 958-1030م"، وهو شاعر من أهل "قسطلة دراج"، وكان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه، وله "ديوان شعر – ط" في مجلد ضخم، قال عنه الثعالبي: كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام.. يقول في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان:
فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى
فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب
تحفا لشعبان جلا لك وجهه
عوضا من الورد الذي أهدى رجب
فاقبل هديته فقد وافى بها
قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب
واستوف بهجتها وطيب نسيمها
فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب