أستاذ علوم سياسية لـ"دار الهلال": البيان الختامي للقمة الطارئة ركز على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية
أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، على أهمية التوقيت الذي عُقدت فيه القمة العربية الطارئة، حيث جاءت بتزامن مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي للانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في يناير الماضي، وهو ما تماهت معه الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد الدكتور أيمن الرقب، في حديث لـ"دار الهلال"، على أن القمة العربية رفعت شعارًا واحدًا: "التعمير بدون تهجير"، لافتًا إلى أن الخطة المصرية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة أصبحت الخطة الأساسية في القمة.
وعلق "الرقب" على تصدر الخطة المصرية القمة العربية، قائلًا: "وهذا أمر جيد، لأن الخطة المصرية تقوم على ديباجة طموحها، حيث تتضمن تفاصيل دقيقة، مما يدل على أن من كتبها من المتخصصين، الذي يمتلك خبرة في هذا الأمر"، مشددًا على ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة مرة أخرى.
البيان الختامي
وفي شأن البيان الختامي للقمة، يوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه كان واضحًا، حيث شمل نواحي كثيرة على الصعيد الإقليمي، بما في ذلك الأوضاع في سوريا ولبنان، لكن النصيب الأكبر كان لصالح القضية الفلسطينية، حيث ركز على ضرورة إيجاد حل عادل لها على أساس حل الدولتين، كما سلط الضوء على شكل الحكم، في اليوم التالي للحرب، وذلك عبر تشكيل لجنة إدارية لإدارة غزة بشكل مؤقت، كما تم الحديث بشكل كبير عن إعادة إعمار القطاع وآلياتها.
وسلط الضوء على أن البيان الختامي أشار كذلك إلى قضية مهمة، وهي الأطفال اليتامى، الذين قُدِّر عددهم بـ40 ألف طفل، وهذا يعني أنهم بمثابة قنابل موقوتة، إذ لم يتم استيعابهم.
وفي المقابل، لم يتطرق إلى سلاح المقاومة، كما يضيف "الرقب"، الذي اعتبر هذا الأمر "جيدًا" لأن هذا الأمر جدلي، قبل أن يؤكد أن هذا السلاح يزول إذا زال سبب وجوده وهو الاحتلال.
وشدد على أن المهم في الوقت الراهن هو متابعة تنفيذ ما جاء في البيان، حيث قد لا نستطيع تنفيذ أي مما جاء فيه، إذ امتنع الاحتلال عن تسليم القطاع للجنة المقرر إنشاؤها أو رفض دخول قوات دولية، حيث قد يلزم ذلك قرار صادر من مجلس الأمن.
وبناءً على ذلك، يؤكد "الرقب" على أهمية تضافر الجهود في هذا الإطار، ليس خلال الأشهر القادمة، بل الأيام القادمة، وذلك عبر صدور قرارات مجلس الأمن بإرسال قوات دولية إلى قطاع غزة، وإدخال المساعدات فورًا إلى هناك، خاصة أن الأمور تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
في غضون ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية، أن البيان الختامي للقمة العربية طموح، لكنه يحتاج إلى خطوات عملية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا في هذا السياق إلى أن الجهة الوحيدة القادرة على الضغط عليه هي الولايات المتحدة الأمريكية.
المشهد في غزة
واستبعد سيناريو عودة الحرب مرة أخرى إلى قطاع غزة كما كانت قبل، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في ذلك، وكذا الأمريكان لا يرغبون في ذلك، لكن لديهم رؤية أخرى في هذا السياق تتمحور حول استمرار عملية الحصار ضد قطاع غزة حتى تصبح غير قابلة للحياة.
ولفت إلى أن حركة حماس ما زالت لديها أسرى إسرائيليون، وهم لن يتحرروا إلا عبر المفاوضات.
وفي رأيه، فإن إسرائيل ستحاول مساعيها الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، حيث سبق القمة العربية حديث من قبل مختلف الأوساط السياسية العربرية حول هذا السياق، لكنه يؤكد على أهمية وجود موقف عربي متماسك إزاء رفض تهجير الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، يلفت إلى أن إسرائيل ستواصل الضغط من أجل إخراج أهالي قطاع غزة بذريعة أنها غير قابلة للحياة، ولكن ذلك لن يتم عبر مصر، لأنها لن تسمح بذلك، فقد تخرجهم إسرائيل عبر منافذها، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يكون لقمة سهلة في يد الاحتلال، حيث إنه لن يوافق على مغادرة وطنه بعد كل هذه التضحيات.