يشعر العالم الإسلامي كله بفرحة غامرة مع اقتراب شهر رمضان، وتتجلى تلك البهجة في أغنية "مرحب شهر الصوم" التي أبدعها عبدالعزيز محمود بصوته المميز.

واشتهر عبدالعزيز بجاذبيته وخفة دمه، ما جعله شخصية قريبة إلى قلوب جمهور الفن والطرب، كانت بدايته مع الإذاعة في عام 1937 عندما اكتشف موهبته مدحت عاصم، رئيس قسم الموسيقى والغناء في الإذاعة وقتها، وقدم له أول لحن لإطلاق مسيرته الفنية.

تُعد أغنية "مرحب شهر الصوم" واحدة من أكثر الأغنيات الرمضانية شعبيةً، حيث تبعث البهجة في قلوب المستمعين كل عام خلال استعداداتهم لاستقبال الشهر الكريم. 
يبدأ بث الأغنية في الشوارع قبل حلول شهر رمضان بشهر تقريبًا وتستمر خلال الأيام الأولى منه، مما يجعلها رمزًا للإعلان عن الفرح بحلول هذا الوقت المبارك.

تكرَّست هذه الأغنية بفضل كلمات الشاعر محمد علي أحمد، الذي عرضها على مراقب عام الموسيقى بالإذاعة المصرية، الموسيقار محمد حسن الشجاعي. 
وجاءت موافقة الشجاعي المبدئية على الأغنية بعد الاطلاع عليها، ثم عُرضت على لجنة الاستماع التي وافقت بدورها، بعدها، وقع الاختيار على عبدالعزيز محمود لتقديمها.

لم يكن تحضير الأغنية بالأمر العابر، فقد خضع المطرب الراحل لعدة بروفات بمعهد الموسيقى العربية قبل تسجيلها لتصدر عبر الإذاعة المصرية عام 1966. 
وأثارت الأغنية نجاحًا كبيرًا وأصبحت مع مرور الوقت محفورة في ذاكرة الجمهور، تبث شعورًا عامًا بالفرح والاحتفاء برمضان.

لم يكتفِ عبدالعزيز محمود بإذاعة الأغنية فقط؛ بل استمر في تقديمها مباشرةً للجمهور في حفلات "أضواء المدينة"، حيث كان يشارك عدد كبير من الجمهور بسماعها مباشرةً، ما جعلها جزءًا ممتعًا من طقوس استقبال الشهر الكريم، وحتى اليوم، تواصل الأغنية تحقيق نجاح كبير كواحدة من أبرز الأعمال الفنية المرتبطة برمضان.