تطورات متلاحقة تشهدها الأزمة الروسية الأوكرانية، في ظل استمرار التفاوض الروسي الأمريكي وقرار واشنطن بوقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، والمخاوف الأوروبية خاصة بعد المشادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي.

وتعقد اليوم قمة الاتحاد الأوروبي الطارئة، مع حديث عن محاولات الوصول لاتفاق سلام ينهي الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.

وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيقاف جميع  المساعدات العسكرية لأوكرانيا في أعقاب سجاله مع نظيره الأوكراني في البيت الأبيض، حيث أكد مسؤول بالبيت الأبيض، إن واشنطن ستوقف الدعم لأوكرانيا وستراجعه لضمان إسهامها في حل للصراع، وهو القرار الذي سيستمر لحين أن يقرر ترامب أن زعماء أوكرانيا يظهرون التزامًا بالسلام وفقا لما أفادت به تقارير إعلامية أمريكية.

كما قررت الولايات المتحدة أمس، إيقاف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وهو ما يؤثر على تدفق المعلومات الحيوية التي تستخدمها كييف للدفاع ضد الهجمات الروسية.

وأفادت التقارير أن دونالد ترامب يخطط لإلغاء الوضع القانوني المؤقت لنحو 250 ألف أوكراني فروا من البلاد بعد أن شنت روسيا غزوها، وهي الخطوة التي قد تحدث في الشهر المقبل، وكانت مخططة قبل الخلاف العلني الأسبوع الماضي بين ترامب وفولوديمير زيلينسكي، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية.

اتفاق سلام

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني  زيلينسكي، إن كييف ملتزمة بالدبلوماسية المكثفة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات مع روسيا سريعًا، مؤكدًا أمله في أن يكون قادرًا على الاعتماد على دعم الولايات المتحدة في صنع السلام.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا وأوروبا تعملان على وضع خطة للخطوات الأولى نحو السلام العادل والمستدام مع دخول الغزو الروسي الشامل عامه الرابع، موضحًا: "نحن نعد خطة للخطوات الأولى لتحقيق سلام عادل ومستدام. نحن نعمل عليها بسرعة. ستكون جاهزة قريبًا".

وتعتزم بريطانيا وفرنسا إعداد خطة سلام خاصة بأوكرانيا، لتقديمها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال أيام، كشفت تقارير إعلامية بعض ملامحها، ومنها وقف إطلاق النار لفترة قصيرة، ثم ستطالب فرنسا وبريطانيا بعد ذلك بضمانات أمنية أوسع. وتعترف كل من بريطانيا وفرنسا بأن الولايات المتحدة هي وحدها القادرة على تقديم مثل هذه الضمانات.

وفي خطاب أمام الكونجرس الأمريكي، أول أمس الثلاثاء، قرأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نص رسالة قال إنه تلقاها من زيلينسكي أكد فيها الأخير أنه مستعد للتفاوض على السلام.

قوات حفظ سلام أوروبية

وطرح عدد من الزعماء الأوروبيين فكرة إرسال قوة أوروبية لحفظ السلام إلى أوكرانيا بعد أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهي الفكرة التي أعلنت بريطانيا وفرنسا دعمها والتزامها بها، حيث تدرس الحكومتان البريطانية والفرنسية إمكانية نشر نحو 30 ألف جندي من قوات حفظ السلام في أوكرانيا

وقالت تركيا إنها قد تساهم بقوات في مهمة حفظ سلام محتملة في أوكرانيا، حيث قال مصدر للصحفيين في أنقرة، وفقا لتقارير إعلامية: "سيتم النظر في قضية المساهمة في المهمة إذا اعتُبرت ضرورية لإرساء الاستقرار والسلام الإقليميين، وسيتم تقييمها بشكل متبادل مع جميع الأطراف ذات الصلة".

لكن روسيا اعتبرت أن نشر أي قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا يعد مشاركة رسمية لقوات حلف شمال الأطلسي في الحرب ضد روسيا.

القمة الأوروبية الطارئة

ومن المقرر أن يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في القمة الطارئة، لمناقشة زيادة ميزانياتهم العسكرية بسرعة والطريق إلى خطة السلام في أوكرانيا، حيث وصل زيلينسكي إلى القمة وتحدث مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومن المرتقب عقد لقاء بين زعماء الاتحاد الأوروبي الغداء مع زيلينسكي قبل عقد جلسة للمجلس الأوروبي، وبعدها سيتم عقد مؤتمر صحفي.

وأعرب فلاديمير زيلينسكي عن شكره للاتحاد الأوروبي لضمان عدم كون أوكرانيا وحيدة منذ بداية الحرب، مضيفًا: "خلال كل هذه الفترة، وفي الأسبوع الماضي، بقيت معنا، بالطبع من جميع الأوكرانيين، من جميع أنحاء أمتنا، تقدير كبير".