رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كواليس أغنيه يا بركة رمضان لمحمد رشدي

7-3-2025 | 17:34


محمد رشدي

نوران الرجال

ارتبط المصريون منذ عقود طويلة بأغانٍ راسخة أصبحت جزءًا من الطقوس الرمضانية، أبرزها "وحوي يا وحوي"، "رمضان جانا"، و"أهو جه يا ولاد"، هذه الأغاني لم تفقد بريقها مع الزمن لأنها تضفي أجواء الفرح والابتهاج في قلوب الجميع، كبارًا وصغارًا. وفي سنواته الأخيرة، اعتاد الفنان الراحل محمد رشدي أن يقضي أوقات شهر رمضان مع أحفاده مصطفى، وسارة، ومحمد، وناريمان، كان يجلس معهم مرتديًا جلبابه الأبيض على الأرض، ويشرف بنفسه على إعداد سلطة الفواكه التي كانوا يعشقونها.

أما عن كواليس أغنية "يا بركة رمضان"، التي تعد واحدة من أبرز الأغاني التي ودّعت الشهر الكريم، فإن الإلهام جاء من ذكريات طفولة رشدي في مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ. وفي الأيام الأخيرة من رمضان، كان رشدي يستمع إلى النساء في قريته عندما يصعدن إلى أسطح المنازل ويرددن "يا بركة رمضان خليكي في الدار"، هذه العبارة البسيطة بقيت محفورة في ذاكرته، حيث كانت السيدات يغنينها باستخدام أغطية الأواني كإيقاع. أراد رشدي أن ينقل هذا التراث الشعبي في عمل فني، فطلب من الملحن حسين فوزي تلحين أغنية تتضمن تلك العبارة.

ومع إسهام المؤلف محمد الشهاوي، وُلدت الأغنية التي مزجت بين الكلمات البسيطة والموسيقى الفريدة. وساهم المخرج مهدي القماطي في تخليدها من خلال تصوير مشاهد واقعية من شوارع مصرية، ليجعل من "يا بركة رمضان" واحدة من الأغاني القليلة التي تناولت انتهاء الشهر الكريم، هذه الأغنية تركت أثرًا عاطفيًا عند الجمهور، لما أثارته من شجن لفراق الأجواء الروحانية الخاصة برمضان. لم يقتصر ارتباط محمد رشدي بشهر رمضان على "يا بركة رمضان"، بل امتد نشاطه إلى أغنيات دينية ووطنية عديدة.

كما قدم أغنيات مسلسل "ابن ماجة" خلال الشهر الكريم. وفي عام 1972، زار المغرب حيث أحيى حفلات غنائية في رمضان قدّم خلالها ست أغنيات بناءً على طلب الجمهور، لكن شغف الحاضرين دفعه لتقديم الثامنة رغم وصول وقت السحور. بذكائه الفني، اختتم بأداء موال السحور: "يا عباد الله.. وحدوا الله، أصحى يا نايم.. وحد الدايم، سحور يا صايم"، مما أضفى على الأمسية طابعًا خاصًا لا يُنسى.