رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ريشة وقلم| أحمد الخميسي: أحرص على حضور حلقات الذكر بالسيدة زينب في رمضان (8_30)

8-3-2025 | 14:07


أحمد الخميسي

فاطمة الزهراء حمدي

يمثل شهر رمضان الكريم فرصة فريدة للتأمل والتجديد الروحي، وهو أيضًا مناسبة للتواصل الثقافي والفكري. في هذا الشهر المبارك، تتجلى القيم الإنسانية السامية من تسامح وتراحم، مما يُلهم الأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين للإبداع والتعبير بأساليبهم الفريدة، حيث تحمل تلك الحوارات طابعًا مميزًا، وتكشف عن رؤياهم الروحية وتأملاتهم الفكرية، ومن خلال تلك المناسبة تستعرض بوابة دار الهلال مجموعة من الحوارات مع مختلف الأدباء والشعراء والفنانين.

وفي السطور التالية نلتقي مع الأديب الكبير الدكتور أحمد الخميسي، لنتعرف على ذكرياته في رمضان، وتأثير الأجواء الروحانية على أعماله.

رمضان له مكانة خاصة في قلوبنا جميعًا، كيف كانت ذكرياتك مع هذا الشهر؟

رمضان في طفولتي كان يمثل البهجة والسعادة، ربما لأن طفولتي كانت قاسية ولم يكن فيها الكثير من الفرح، لكن مع قدوم رمضان كانت الفرحة تحل معه، نشأت في بيت جدي في الجيزة، في شارع شعبي، كنا نخرج بالفوانيس ونحتفل معًا، أذكر أيضًا أن هناك بيتًا في شارعنا كان يسكنه مسيحيون، سارة وسامح، وكانوا يشاركوننا الاحتفال بالفوانيس والغناء، كنا نطرق أبواب بيوت الشارع ونطلب الحلوى أو النقود، كان رمضان هو الفرح الوحيد في طفولة لم تكن سعيدة، لكنه كان كفيلًا بأن يمنحني بهجة لا تُنسى.

 

هل أثرت الأجواء الرمضانية على أفكارك أثناء الكتابة؟

نعم، الأجواء الرمضانية كانت تأخذني إلى عالم آخر من الأفكار، كنت أكتب في العادة عن طفل في الشارع أو عن الاشتياق لأحد، لكن في رمضان كانت الأجواء الروحانية تأخذني إلى تأملات أعمق، كنت أفكر في علاقة الإنسان بالخالق، وكيف نكون مؤمنين حقًا، كانت الأجواء تشدني إلى أفكار أكثر اتصالًا بوجود الإنسان وعلاقته بالدين الإسلامي.

 

هل لديك طقوس معينة للكتابة في رمضان؟

في الحقيقة، ليس لدي طقوس محددة للكتابة عمومًا. أكتب عندما تأتي الكتابة، لكن في رمضان، أشعر وكأن ما أكتبه مضاء بنور من أعلى، المواضيع نفسها، لكن هناك نور يفيض على الكلمات والمعاني، لا طقوس لدي إلا الاحتفاء بهذا النور الذي يتدفق على الورق في رمضان.

 

هل كان هناك مكان مفضل لك في رمضان؟

نعم، كنت أحب الذهاب إلى السيدة زينب، عندما كنت طفلًا، كانت هناك المراجيح وألعاب سحرية بسيطة، فيما بعد، أصبحت أحب حضور حلقات الذكر هناك، السيدة زينب بالنسبة لي هي المكان المفضل، وخصوصًا عندما عرفت فيما بعد أن أدباء كبار مثل يحيى حقي وفريد شوقي كانوا من مواليد السيدة زينب.

 

هل هناك مكان معين تفضل الكتابة فيه؟

نعم، أحب الكتابة في غرفة مغلقة تمامًا، حتى أنني جعلت زجاج النافذة قاتمًا كي لا يراني أحد من العمارات القريبة، أحب أن أكتب في حالة من العزلة الكاملة، ربما لهذا السبب أتذكر دائمًا كتاب "حجرة تخص المرء وحده" لفرجينيا وولف، هي كانت تتحدث عن حاجة المرأة الكاتبة لحجرة خاصة، لكن في الحقيقة، كل كاتب، سواء كان رجلًا أو امرأة، يحتاج إلى عزلة. فالعزلة هي الحاضنة الحقيقية للإبداع الأدبي.