"نيويورك تايمز": سعي بولندا للحصول على سلاح نووي يعكس التحول الصارخ في البيت الأبيض
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، أن سعي بولندا للحصول على سلاح نووي يعكس التحول الصارخ في البيت الأبيض مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي شوه سمعة حلف الناتو علنًا وألقي بظلال من الشك على التزام واشنطن بالدفاع عن جزء كبير من أوروبا في حالة وقوع هجوم روسي.
وقال رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، إن بلاده تحتاج إلى مضاعفة قوتها العسكرية والتفكير في امتلاك مزيد من الأسلحة المدمرة، إذ يثير ترامب الشكوك بشأن انخراط أمريكا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إذ قال ترامب أمس الأول الخميس إنه إذا لم تدفع دول الناتو ما يكفي من المال للدفاع عن نفسها، فإن الولايات المتحدة لن تدافع عنها.
وأضافت الصحيفة أن التغيير العميق في الجغرافيا السياسية الأمريكية يضع بولندا، وكذلك أوكرانيا، في وضع أكثر صعوبة، ولذلك قال توسك إن بلاده يجب أن تعمل على زيادة حجم جيشها بشكل كبير واغتنام الفرص المتعلقة بامتلاك أسلحة نووية.
وأشارت إلى أن توسك، خلال خطابه أمام البرلمان البولندي أمس الجمعة، لم يقترح صراحة تطوير ترسانة نووية، إلا أنه قال إنه حان الوقت للنظر بجرأة إلى فرص بولندا في امتلاك أحدث الأسلحة واستكشاف خيارات الأسلحة النووية والأسلحة الحديثة غير التقليدية.
وأضاف توسك أن حكومته تحدثت بجدية مع فرنسا، القوة النووية الوحيدة في أوروبا باستثناء بريطانيا وروسيا، عن إمكانية توسيع المظلة النووية الفرنسية لتشمل بلدانًا أوروبية أخرى، مؤكدًا أن بولندا تحتاج إلى ضمان تدريب جميع البالغين في حالة وقوع حرب.
وأكد أن بولندا ستوسع جيشها إلى حوالي نصف مليون فرد، بما في ذلك جنود الاحتياط، بأكثر من ضعف حجمها الحالي، وستزيد الإنفاق على الدفاع إلى 5% من إنتاجها الاقتصادي.
وبحسب الصحيفة، قوبلت آراء ترامب بقلق عميق في وارسو وأجزاء أخرى من أوروبا الشرقية التي لديها ذكريات مريرة عن تعرضها للتنمر والاحتلال المتكرر من جانب روسيا على مدى قرون.
تجدر الإشارة إلى أن بولندا من الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، التي تمنع الدول التي لم تكن من بين خمس دول نووية معلنة في عام 1970، عندما دخلت المعاهدة حيز التنفيذ، من الحصول على أسلحة ذرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل والهند وباكستان، التي لم توقع أبدًا على الحظر، وكوريا الشمالية، التي انسحبت من المعاهدة، جميعهم طوروا أسلحة نووية، وكانت هناك مناقشات متفرقة في بولندا حول محاولة الانضمام إلى النادي النووي.
واقترح مسؤولون روس مرارًا وتكرارًا أنه يمكنهم استخدام الأسلحة النووية في الحرب ضد أوكرانيا، التي ليست عضوًا في الناتو، خاصة إذا كثف الغرب مساعداته العسكرية لأوكرانيا.
وحذر المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في تقرير نشره العام الماضي من أن الحرب في أوكرانيا تبعث برسالة مفادها أن الأسلحة النووية ضامن ضروري للأمن القومي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بولندا كانت أكبر قوة عسكرية بين الأعضاء السابقين في حلف وارسو الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي والذين أصبحوا الآن أعضاءً في حلف الناتو، لكن تلك الدول طالما نظرت إلى الولايات المتحدة، بترسانتها النووية وآلاف القوات المتمركزة في بولندا وأماكن أخرى في أوروبا الشرقية، كضامن لأمنها.