أردت أن أعرف كم من مطرباتنا وممثلاتنا وغيرهن من بنات الفن يصُمن رمضان فكانت كل واحدة منهن تؤكد لى أنها تصوم، وتثبت ذلك بأن تفتح فمها وتخرج لسانها كى أراه ، وإذ كنت لم أدرس بعد علم الألسنة وتغيراتها وتطوراتها، لم أجد بداً من الموافقة ولكنى مع ذلك استطعت أن أعثر على « ارتيست» واحدة اعترفت بأنها لا تصوم، فإني لم أكد أسألها : « ألا تصومين رمضان؟ » حتى قالت منزعجة : « رمضان ! .. هو جه ؟ ! » فلما أخبرتها أنت فى ٢٠ منه أسفت لذلك كثيراً ! وإلى القارئ ردود طائفة من ممثلاتنا ومطرباتنا على سؤالى :

حريصة على الصوم

لعل السيدة زينب صدقى لا تحرص على شيء حرصها على صوم رمضان، فهو عندها شهر العبادة والتقرب إلى الله حقاً، إلى درجة أنها فكرت فى حمل سبحة ومداعبة حباتها طوال الشهر، وهى في خلال النهار لا تطيق أن تكلم أحداً أو يكلمها أحد .... ( لأنها صائمة ) وكثيرا ما تقضى معظمه نائمة في بيتها إن لم تكن عندها ( بروفة ) وتستيقظ قبل أن يطلق المدفع، فتتعهد المائدة، وتصف عليها ما لذ وطاب من الأشكال والألوان، ثم لا يكاد صوت المدفع يدوى، حتى تقوم بحركة هجوم عنيفة على الأطباق الكثيرة فلا تبقى ولا تذر ... وكثيراً ما تدعو بعض الصديقات أو الأصدقاء لتناول الطعام معها ... وهى أحيانا تطهى بعض الأطعمة بنفسها.

أما ليالى رمضان فتقضيها بين تمثيل دورها إن كان لها دور في الرواية - وبين مشاهدة السينما، أو النزهة في السيارة، مع الزملاء والزميلات والأصدقاء، وهي لا تذوق أى نوع من أنواع المسكرات مهما قلت الكمية فى رمضان كما أنها تكتفى من السحور بالقليل جدا ... وكثيراً ما يطلب إليها الزملاء والزميلات أن تدعو لهم فى هذا الشهر المبارك.

وأنت مالك؟

ولم أكد أسأل الفنانة النابغة الآنسة أم كلثوم : « هل تصومين رمضان؟» حتى أجابت بكلمة ونصف : « وأنت مالك ! » قلت : « أنا متأكد من أنك تصومين ولذا جئت أسألك كيف تقضين أيام الصيام !، فقالت : « يا أخى أنت ما لقيتش غير السؤال البايخ ده تسألنى فيه... اسألنى فى موضوع يكون أوريجنال original له قيمة وأنا أجاوبك.. من كام يوم برده واحد جه يسألني بتحبى الملوخية ولا لأ؟) وظلت الآنسة تبستف في العبد الله).

بالعربية أحياناً وبالفرنسية أحيانا، حتى قالت :

«وطبيعي إن الناس كلها بتصوم»

قلت : وأنت؟

قالت : وأنا زيهم

قد علمت منها أنها تنام معظم النهار فى رمضان، ولا تستيقظ إلا قبل المغرب بقليل، فإذا أطلق المدفع أكلت قليلا، ثم تستريح استعدادا للتمرن على الأغانى الجديدة وعمل البروفات إلي ما بعد منتصف الليل.. وفي بعض اليالي تدعى على الإفطار من بعض العظماء من محبي فنها الجميل.

تسلى صيامها بالعمل

قصدت النجمة السينمائية السيدة بهيجة حافظ، حيث ألقيت عليها السؤال فقالت إنها تصوم، ولكنها تفطر أحيانا إذا رأت أن حالتها الصحية لا تحتمل الصيام، وهي لا لا تنام في شهر رمضان، بل تسلي صيامها بالعمل في أفلامها، حتى إذا حان موعد الإفطار أكلت قليلا، ثم تقضى السهر في بيتها حيث تعزف البيانو وتؤلف أدواراً موسيقية، أو تذهب إلى السينما مع زوجها الوجيه محمود حمدی وتتناول طعام السحور، وتستريح قليلا قبل النوم، وهي لا تأكل في الوجبتين إلا قليلا وطعامها في رمضان هو طعامها في الأشهر الأخرى، ولا ندرى ما هو البرنامج فى باريس حيث سافرت إليها من أيام.

صائمة صحيح

أما الآنسة أمينة رزق فقد سألت عنها بالتليفون في بيتها أول يوم من رمضان بعد الإفطار، فقيل لي إنها نائمة، لأنها أحست برغبة فى النوم بعد أن أفطرت فعلمت أنها صائمة «صحيح»، وألقيت عليها السؤال -إياه- فى يوم آخر، فقالت بصراحتها المعهودة إنها لم تصم فى العام الماضي لأنها كانت تشتغل، ولكنها قررت الصيام فى هذا العام ونفذت القرار فعلا.

وقد سألت الآنسة ألا تحسين بالجوع فى النهار؟، فقالت لا، ولكني عطشت اليوم. وهي تقضي النهار فى الدوارة بين متاجر الملابس متفقدة أنواع الملابس باحثة عما جدمن الموضات إلى درجة أنها أصبحت تحفظ عدد الفساتين والبرانيط والأحذية الموجودة في وجهة كل متجر من متاجر شارع فؤاد الأول والشوارع المتفرعة منه، مع وصف دقيق لكل قطعة، وذكر اليوم والساعة التي وضعت فيها داخل الوجهة الزجاجية - وعلى فكرة - تذكر أنها مولعة بالفرجة فقط دون الشراء، فإذا تعبت عادت إلى البيت، وأعدت في ذهنها - تقريراً عما رأته، يحتوى على القطع وملاحظاتها على كل قطعة

وهي تعد المائدة قبل الإفطار بساعة على الأقل، وتجلس أمامها متعجلة صوت المدفع، معطية كل طبق ما يستحقه من نظرات الهيام والغزل الرقيق، حتى يأذن الله وتأكل فلا تتناول إلا قليلا من الطعام، وتنام قليلا في بعض الأحيان، ثم تخرج لمقابلة صديقاتها أو إلى السينما، أو إلى حفلة من حفلات الأرتيست التي تدعى إليها، وقد قررت أن لا تتسحر لأنها تسحرت في أول ليلة فتعبت، ولذا رأت أن تمسح زورها فقط بطبق فول مدمس وسلطانية قمر الدين .

متأخرون

لما سألنا المطربة المعروفة السيدة فتحية أحمد ، هل تصوم أم لا ، اتضح أننا متأخرون جداً ، لأنها لا تصوم رمضان وحسب ، بل تصوم الستة أيام البيض أيضاً وهي لا تأكل إلا قليلا جداً في الإفطار وفي السحور ، كعادتها في غير شهر الصيام . وتتشبه بالزاهدين في الاكتفاء من الفطور بالبلح الأبريمي والمبلول، ويقال إن عندها معزة كمعزة غاندي تحتلبها وتشرب لبنها ... والسيدة فتحية تموت في الحوادق، خصوصا في رمضان، فلابد وقت الإفطار والسحور من بقرش صاغ طرشي بمية دقة، وتظل تداعب الحتت، حتى تأتى على ما في السلطانية، من مخلل وماء . . وبعد الإفطار تستريح قليلا، تم تبدأ البروفات مع أفراد تختها، وتتحدث مع من يفدون عليها من عشاق صوتها الجميل أو تخرج لقضاء السهرة في الخارج، وأحب أم

اكن السهر عندها هي مقهى الفيشاوي.