وفد إسرائيلي إلى الدوحة وحماس بالقاهرة.. الوسطاء يواصلون حلحلة عقد المشهد في غزة
تلاحقت التطورات بشأن مصير اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل تحركات متسارعة يقودها الوسطاء الإقليميون من أكثر من صعيد، لحلحلة عقد المشهد المتأزم، جراء تنصل الثانية من الاستحقاقات المتفق عليها، مع تلويح بين الحين والآخر باستئناف الحرب مرة أخرى.
المشهد في غزة
وسط مشهد ضبابي بشأن ما سيؤول إليه الوضع في غزة، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الوسطاء الإقليميين ينتظرون زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، ستيف ويتكوف، والتي قد تتم في الأيام المقبلة، حيث سيحمل مبادرة لبلاده تقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين لدى حركة حماس، مقابل تمديد وقف إطلاق النار لعدة أشهر، دون تحديد إطار زمني دقيق.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية، أن المفاوضات ستُجرى بين الولايات المتحدة وحركة حماس مباشرة، دون تدخل إسرائيل.
ولاحقًا، أكدت الهيئة، حصول تقدم في المحادثات المباشرة التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة حماس بشأن استمرار صفقة المحتجزين.
وجاء ذلك التقدم عقب محادثات أجراها آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأسرى، مع القيادي في حماس، خليل الحية.
يجدر بالذكر أن الأسبوع الماضي شهد إجراء الإدارة الأمريكية محادثات مباشرة مع حركة حماس بشأن الإفراج عن أسرى إسرائيليين في قطاع غزة يحملون الجنسية الأمريكية، في خطوة هي الأولى من نوعها.
ووفقًا للهيئة العبرية، فإن المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة غدًا الاثنين، لمواصلة المفاوضات بشأن إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.
اتصالًا، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء أمس السبت، تقييمًا للوضع بشأن مفاوضات إطلاق الأسرى بقطاع غزة، بينما من المقرر أن يجري جلسة خاصة، اليوم الأحد، في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "كابينت"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وسيضم هذا الاجتماع المقرر عددًا من المسؤولين، في مقدمتهم، وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، وزير الخارجية، جدعون ساعر، وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، كما سيحضر رئيس حزب شاس، أرييه درعي، وفقًا للصحيفة.
كما من المرتقب أن يحضر، رئيس الأركان، إيال زامير، رئيس الشاباك، رونين بار، ورئيس الموساد، ديفيد برنياع، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين، جال هيرش.
وفي غضون ذلك، أكدت هيئة البث الإسرائيلية، أن اجتماع المجلس الوزاري يأتي في سياق تحديد حجم التفويض الذي سيمنح لطاقم التفاوض، الذي من المقرر أن يتجه إلى الدوحة.
وكشفت الهيئة، أن محادثات وفد التفاوض الإسرائيلي بالعاصمة القطرية الدوحة ستركز أولًا على إطار المفاوضات العام.
وكانت القناة الـ12 العبرية، أفادت عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن بلاده وافقت دعوة الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة، حيث سترسل وفدها إلى العاصمة القطرية، غدًا الاثنين، لمحاولة دفع المفاوضات إلى الأمام.
موقف حماس
وفي المقابل، أكدت حركة حماس، تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار، الساري في الـ19 من يناير الماضي، نافية صحة ما يتم تداوله بشأن تلقي الوسطاء، رسائل تفيد بانفتاحها على هدنة مؤقتة هناك.
وبموجب اتفاق يناير، يجب الانتقال إلى المرحلة الثانية منه، والتي تقضي بإنهاء حالة الحرب ضد قطاع غزة، وفضلًا عن ذلك، تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى الخارج، غير أن إسرائيل تنصلت من ذلك، مطالبة بتمديد المرحلة الأولى منه.
وفي هذا الإطار، شددت حركة حماس على ضرورة الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية، وفقًا للمحددات المتفق عليها.
في سياق متصل، أفادت حركة حماس، بأن وفدًا برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش، اجتمع في القاهرة مع اللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، حيث جرى بحث العديد من القضايا المهمة بروح إيجابية ومسؤولية، خصوصًا مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة، وفقًا لها.
وجاء في البيان أن وفد حركة حماس أكد على ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية إلى القطاع دون قيد أو شرط.
وبحسب البيان، فإن الوفد كذلك أكد على موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة غزة، إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية.
وأعربت الحركة عن شكرها وتقديرها لجهود الدولة المصرية في الفترة الماضية، سيما في مواجهة مخططات التهجير، وتقديرها مخرجات القمة العربية، خاصة خطة إعادة إعمار غزة، والتأكيد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.