رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تعرَّف على تاريخ المقرات الاحتياطية لرئيس الحكومة

4-3-2017 | 16:00


يعقد المهندس شريف إسماعيل اليوم السبت، اجتماعاته بمقر هيئة الاستثمار بعيدًا عن المقر الرسمي لمجلس الوزراء بشارع القصر العيني.

 

ويشهد هذا المقر اجتماعات لرئيس الوزراء منذ أيام الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، الذي تولى رئاسة الوزراء في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وقبلها كان رئيسًا للوزراء في الفترة من يناير 1996 وحتى أكتوبر 1999.

 

وللمقر الاحتياطي لمجلس الوزراء تاريخ طويل؛ منذ أيام الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق، وهناك رؤساء للوزارة تركوا أماكن أعمالهم السابقة؛ بمجرد انتقالهم للمقر الرسمي للحكومة بالقصر العيني الذي يعود ملكيته للأميرة شويكار .

 

سجل هذا المقر تاريخًا لحكومات وتشكيلات وزارية، منذ أن تولى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رئاسة الوزارة، ولا يزال نفس المكتب الذي يجلس عليه رئيس الوزراء الحالى، هو نفس المكتب الذي كان يجلس عليه الرئيس جمال عبد الناصر، والذي تولى بعده رؤساء للوزراء جلسوا على نفس المكتب ونفس الغرفة دون أدنى تعديل سوى الصالون الملحق به.

 

ونعود لرؤساء الوزراء الذين كانت لهم مقار احتياطية، يتم فيها الاستقبالات السرية لتشكيلات الحكومات حتى يتم الإعلان الرسمي بمقر مجلس الوزراء بالقصر العيني، فالبعض تنتهي علاقته بمكتبه القديم وانتقاله للمقر الرسمي مثلما فعل الدكتور عاطف صدقي؛ الذي شهد مكتبه بالجهاز المركزي للمحاسبات تشكيل أول حكومة له 1986، وبعدها انقطعت علاقته بهذا المكتب وشهدت التعديلات الوزارية المقر الر سمى بالقصر العيني.

 

وبعدها تولى الدكتور كمال الجنزوري في يناير 1996، وكان يعقد مشاوراته الوزارية بمعهد التخطيط، على اعتبار أنه كان وزيرًا للتخطيط، واحتفظ لنفسه بالمكتب والوزارة، وعَّين وزيرًا للدولة للتخطيط.

 

وكان «الجنزوري» يميل لزيارات خاطفة لمقر المكتب دون عقد أية اجتماعات به، حتى أنه كان يحب أن يقرأ الصحف اليومية بمكتبه بالتخطيط، وكانت المشاورات الخاصة بالتعديلات الوزارية تتم في مقر وزارة التخطيط، حتى أنه عندما عاد في أعقاب 25 يناير، واعترض شباب الثورة وقتها على شخصه؛ لكبر سنه وارتباطه بنظام مبارك ونظموا اعتصامًا على أبواب مجلس الوزراء؛ لمنعه من الدخول، كانت اجتماعاته في معهد التخطيط، وبعدها انتقل بشكل رسمي لمقر هيئة الاستثمار، وأصبح له مكتب دائم حتى الآن بالهيئة، وتم تجهيز قاعة اجتماعات لمجلس الوزراء هناك، والتي لا تزال موجودة حتى الآن.

جاء بعده الدكتور عاطف عبيد؛ الذي لم يتخلَ عن مقر مكتبه في مركز إعداد القادة بالجيزة، وكثيرًا ما شهد المقر اجتماعات ومشاورات لتشكيل الحكومة، وظل المقر الرسمي لمجلس الوزراء هو المكان الرسمي للتشكيل واجتماع الحكومة الدائم.

 

وأصبح وجود مقر احتياطي للحكومة؛ سُنة محمودة؛ خاصةً في ظل صدور قرارات باستمرار الحكومة الراحلة في العمل حتى استقرار التشكيل الجديد، مما كان يسبب حرجًا للرئيس الحكومة الجديد، فبتعيين أحمد نظيف كانت القرية الذكية شريكًا أساسيًا لمقر الحكومة الرسمي بالقصر العيني، وكان يقضي نصف أيام الأسبوع بين المقرين.

وكان الأربعاء من كل أسبوع، يشهد الاجتماع الرسمي للحكومة، في القصر العيني، بالإضافة لعقد اجتماعات وزارية بمقر مجلس الوزراء بالإسكندرية في الصيف.

ومن شدة حب «نظيف» لمقر القرية الذكية، كان يخطط ليكون المقر الدائم في المستقبل، ولما لا فهو الأقرب لمنزله بـ6 أكتوبر، حتى أن الطرق بين القرية الذكية ومنزله شهدت تطويرًا وتحديثًا من أجل هذا الغرض.

وسار الأمر حتى ثورة يناير واعتصام ميدان التحرير، وساد انعدام الأمن في وسط البلد، وكانت اجتماعات الفريق أحمد شفيق بمقر وزارة الطيران، التي كان وزيرًا لها حتى انتقل لمقر القصر العيني، خلال مدة توليه رئاسة الوزراء والتي لم تزد عن الشهر.

وجاء المهندس عصام شرف الذي كان يعتبر نفسه ابن ثورة يناير، وجاء بتوافق من القوى السياسية، فاتخذ القصر العيني مقرًا رسميًا لحكومته على الرغم من اعتصام ميدان التحرير.

عاد الدكتور الجنزوري، مرة أخرى رئيسًا للحكومة، والذي ارتبط بمقر هيئة الاستثمار الذي كان صاحب الفضل في إنشائه، وتردد أنه لن ينتقل لوسط البلد، لأن الأمر توتر بفض اعتصام الشباب من أمام مجلس الوزراء في الأحداث الشهيرة ذلك الوقت، إلا أنه كان حريصًا على زيارة المقر مرتين دون إجراء أية اجتماعات وزارية.

تولى هشام قنديل رئاسة الحكومة، بعد قدوم جماعة الإخوان للحكم، وعلى الرغم من أن حكومة «قنديل» الأولى عقدت اجتماعاتها في مقر هيئة الاستثمار إلا أنه سرعان ما انتقل للمقر الرسمي بالقصر العيني، ولم يعقد أي اجتماع بمقر الهيئة.

 

وعاد مقر الحكومة بهيئة الاستثمار في بؤرة المشهد، بعد ثورة يونيو التي أطاحت بالإخوان، وشهدت اجتماعات لحكومة الببلاوي، وبعده حكومة إبراهيم محلب، وأصبحت الاجتماعات مقسمة بين المقرين حسب الحالة الأمنية في وسط القاهرة.

 

واتخذ المهندس إبراهيم محلب نادي «المقاولون العرب»، مقرًا للاستقبالات غير الرسمية لتشكيل حكومته، وكذلك مقر شركة «المقاولون العرب» حتى الإفطار الجماعي في شهر رمضان، الذي كان في مقر النادي.

 

وعندما تولى المهندس شريف إسماعيل رئاسة الوزراء، كانت الاستقبالات غير الرسمية لتشكيل الحكومة في إحدى شركات البترول، و لم يدخل المقر الرسمي إلا بعد حلف اليمين الدستورية، وغابت الاستقبالات الرسمية عن المقر الرئيسي سواء للتشكيل الأول للحكومة أو التعديلات، فكلها كانت في شركة «إنبي» أو في منزله .

 

ولا يزال المهندس شريف إسماعيل يذهب بشكل دائم لمقر هيئة الاستثمار يوم السبت وأيام اجتماعات رئاسة الجمهورية على اعتبار أن المكان قريب من قصر الاتحادية.

في المستقبل القريب ستصبح هذه الأماكن تاريخًا وماضيًا؛ بانتقال الحكومة الرسمي للعاصمة الإدارية الجديدة.