رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الموضوعية فى تغطية أخبار "ترامب" تحدى للإعلام الأمريكى

4-3-2017 | 16:08


تواجه وسائل الإعلام الأميركية صعوبات فى اتخاذ المسافة الملائمة للحفاظ على موضوعيتها عند تغطيتها أخبار الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب الذى يكيل لها انتقادات شرسة بوتيرة غير معهودة.

فكيف عساها تتحدث عن رئيس أعتبر مرارًا وتكرارًا وسائل إعلام كبرى أجهزة تضليل و"أعداء للشعب الأميركى"، فيما اتهم كبير مستشاريه ستيفن بانون الصحافة بأنها "حزب معارضة" مقترحًا على الرئيس "أغلاقها".

ووسط تكرار دونالد ترامب انتقاداته على تويتر أو فى مؤتمراته الصحافية أصبحت وسائل الإعلام رغما عنها فى صدارة المواضيع الإخبارية، ما يضاعف تعقيد أداء مهمتها.

قبل الاستحقاق تحدث كاتب موقع بوليتيكو الاخبارى جاك شيفر عن تغطية أخبار "واشنطن تحت حكم ترامب كما لو كانت منطقة نزاع"، فيما أعلنت صحافية واشنطن بوست مارغريت ساليفان" أن الصحافيين يخوضون أهم معركة فى حياتهم".

لكن بعد أكثر من شهر على رئاسة ترامب بدأ البعض يتخوف من إنحراف مهنى ناجم عن إتخاذ مقاربة مفرطة فى العدائية.

وقال ريتشارد بينيديتو الأستاذ فى الجامعة الأميركية الذى غطى أخبار البيت الابيض لصحيفة "يو اس أيه توداي" "يخال لى أن الحرص على العدالة زال، وأصبحت الأمور شخصية بعض الشىء".

أضاف بينيديتو أن هذه الفكرة تعززها قنوات الأخبار المتواصلة "وهذا القدر من الاشخاص الذين يطرحون آراءهم عبرها"، ما يصعب أحيانًا التمييز بين الصحافيين وكتاب الافتتاحيات.

مؤخرا وجه رئيس تحرير وكالة رويترز ستيف أدلر رسالة بعنوان "تغطية ترامب بأسلوب رويترز" الى الهيئة التحريرية للوكالة طلب فيها من الصحافيين "الامتناع عن خوض معارك عقيمة" أو "إطالة الحديث علنًا" عن "استيائهم".

ورأت أستاذة التواصل فى كلية انينبرغ فى جامعة كاليفورنيا الجنوبية كارن نورث ان حضور الصحافيين الطاغى على شبكات التواصل وأولها تويتر يضاعف صعوبة ضبط النفس.

وأوضحت أن الكثيرين "يطرحون آراءهم" مباشرة على متابعيهم الذين غالبا ما يلجأون أولًا، بل حتى حصرًا، إلى هذا المصدر للحصول على معلوماتهم.

وغالبا ما تكون هذه التعليقات معادية لترامب وهى تعزز بحسب بينيديتو صورة عامة حول ميل أغلبية صحافيى وسائل الإعلام الكبرى إلى اليسار.

فى مطلع ديسمبر واجهت محررة التواصل مع الجمهور فى "نيويورك تايمز" ليز سبيد وابلًا من انتقادات الصحافيين بعدما أعلنت أن عددًا من مراسلى صحيفتها "تجاوزوا الحدود" فى تغريدات نشروها اثناء الحملة.

لكن أيا من المراقبين لم يتهم الصحافيين بالتلاعب بالوقائع او بنشر معلومات كاذبة كما فعلت إدارة ترامب أو بعض أنصاره.

واعتبر بينيديتو أن الإشكالية "تكمن فى النبرة أكثر من المقالات"، خصوصا وسط التنافس الكبير الدائر حاليا بين وسائل الإعلام بحسبه.

أن أرادت وسائل الإعلام الاستمرار اليوم أكثر من أى وقت، فيتحتم عليها بحسب الخبير أن تلقط اهتمام القارئ عبر هاتف ذكي، وان تتمايز عن المنافسين.

وقال إن "الصحافيين يعرفون ما المواضيع التى تلقى استجابة" لافتا إلى أن "هذا أمر سلبى لاستناده إلى الأثارة والجدل ومقالات تعطى أولوية للخلاف".

لكن استخدام وسائل الإعلام وصحافيين المكثف لشبكات التواصل أداة لا مفر منها لالتقاط اهتمام المستخدمين وتحويلهم الى متابعين مخلصين بحسب كارن نورث.

وفيما يأسف البعض لما يعتبرونه فائضا فى العدائية فى تغطية رئاسة ترامب، من السهل جدا تصنيف الاعتدال على انه مجاملة.

فقد واجه رئيس تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" جيرى بيكر معارضة من فريق التحرير بعدما طالبهم تكرارا بمزيد من الحياد والمسافة. وطلب بيكر خصوصا من صحافييه الامتناع عن نعت تصريحات اعتبرت خاطئة لترامب بانها أكاذيب لغياب الإثبات على طابعها المتعمد.

وأضطر بيكر إلى الدعوة إلى جمعية عامة فى مطلع فبراير لتوضيح موقفه من دون ان يتمكن فعلا من إقناع الحضور.

أما الصحافى السابق نيك دوز والمدير المشارك لمنظمة هيومن رايتس ووتش الذى كتب مقالة رأى فى موقع "ذا نيشن" فقال "عندما يحرص الصحافيون بأى ثمن على الظهور بصورة محايدة يعمدون إلى تجنب طرح أسئلة محرجة أو تسمية الأكاذيب باسمها".