رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فتاوى الصائمين.. 4 أحكام تهم المرأة في رمضان وهل كل مرض يبيح الفطر؟

10-3-2025 | 11:07


الصيام

أماني محمد

في شهر رمضان يشغل بال الكثير من الصائمين عددا من الأسئلة حول أحكام الصيام والمفطرات وما يجوز وما لا يجوز خلال نهار رمضان، وهو ما توضحه دار الإفتاء والأزهر الشريف بشكل مستمر للرد على الأسئلة التي تشغل بال الصائمين.

مبطلات الصوم

وفي توضيحها لبعض الأمور التي قد يقوم بها الشخص أثناء الصيام وتأثيرها على الصيام، قالت دار الإفتاء إن استعمال الحقنة الوريدية أو في العضل للعلاج أو للتقوية لا يبطل الصوم؛ لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذٍ طبعي مفتوح.

أما وضع النقط في الأنف، فأوضحت أن ذلك مُفسِد للصوم إذا وصل الدواء إلى الحلق، فإذا لَم يُجَاوِز شيءٌ من ذلك إلى الحلق فلا يفطر ولا قضاء عليه.

وأكدت الإفتاء أنه إذا غلب القيءُ الصائمَ من غير تسبُّبٍ منه لذلك فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، ولكن عليه ألا يتعمد ابتلاع شيء مما خرج من جوفه.

إفطار المرضى في رمضان

وفي ردها على سؤال حول هل الرخصة في الإفطار في شهر رمضان لعموم المرضى؟، أكدت دار الإفتاء أنه ليس كلُّ مرضٍ مبيحًا للفطر، وإنما يُرَخَّصُ فيه إذا كان المرض يستوجب الإفطار لتناول العلاج، أو كان للصوم مضاعفات على المريض فيقوى بلاؤه، أو على تطويل أمد المرض فيتأخر شفاؤه، أو لا يتحمل المريض مشقَّته لشدَّة جوع أو عطش أو ألم فيزداد عناؤه، فالرخصة لمن يتعارض مرضه مع الصوم في أخذ الدواء، أو زيادة العناء أو تأخر الشفاء، أو الحاجة للغذاء.

وأوضحت أن ذلك كلُّه بمشورة الطبيب المختص، أو خبرة الإنسان وتجربته التي يعلمها من مرضه، وقد يكون الإفطار في بعض الحالات واجبًا إذا كان الضرر بالغًا وكان احتمالُ حصوله غالبًا، ويجب على من أفطر منهم قضاءُ ما أفطره عند زوال الطارئ الذي منع من الصوم.

وقالت إنه على الإنسان في كل ذلك واجب الاستجابة لأمر الطبيب، والالتزام الدقيق والأمين بالقرارات الصحية العامة للمسؤولين ونصائح الأطباء وتعليمات المختصين، وأخذ توجيهاتهم محمل الجِدِّ واليقين من غير استهتار أو تهوين.

حساب زكاة الفطر

وقالت الإفتاء إنه من الفتاوى الخاطئة المنتشرة حساب زكاة الفطر يكون بسعر كيلو الحبوب عند التاجر، موضحة أن زكاة الفطر فريضة يجب أداؤها على المستطيع، فيتم تحديد قيمتها بناء على سعر أقل غالب قوت البلد، بحيث لا يمكن النزول عن هذا الحد، وحتى يستطيع الجميع إخراجها ولو كانوا فقراء حتى يشاركوا غيرهم ثواب أداء الفريضة، ومن زاد عن هذا الحد فهو خير له.

وأضافت أنه ويتم تحديد قيمة الزكاة كل عام بناء على تسعير الدولة لأردب القمح، وهو سعر رسمي ثابت منضبط يمكن القياس عليه، بخلاف سعر الكيلو لدى التجار الذي يتفاوت من تاجر لآخر بناء على تفاوتهم في سعر التكلفة ولا يمكن القياس عليه.

صيام المرأة

وقالت دار الإفتاء أن الدم الذي يخرج من رحم المرأة بطبيعة خلقتها من غير مرض يُسمى "حيضًا"، وقد يخرج من رحمها دم بسبب مرضي، وهذا الدم يُسمى دم الاستحاضة". وقد يخرج الدم بعد فراغ الرحم من الحمل، وهو ما يعرف بـ"دم النفاس".

وكشف مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أربعة أحكام تهم المرأة المُسلمة في رمضان، ومنها الحيض والنِّفاس: فالمرأة إذا حاضت أو نفست أثناء الصيام وجب عليها أن تفطر، ثم تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان، حتىٰ وإن رأت الدَّم قبيل المغرب بدقائق قليلة؛ فعن السَّيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ». [أخرجه مسلم]

وأوضح أن الأمر الثاني هو الحمل والرضاع: فقد رُخِّص للمرأة الحامل والمُرضِع في فطر رمضان إن خافتا علىٰ أنفسهما أن يلحقهما ضرر أو مشقة غيرُ معتادة بسبب الصَّوم، أو نصحهما الطبيب أن تفطرا؛ وفي هذه الحالة لهما الفطر، وعليهما القضاء فقط، دون إخراج فدية، مشيرا إلى أنه إن كان الخوف علىٰ الجنين أو علىٰ الطفل الرضيع؛ فللأم الفطر، وعليها القضاء دون الفدية -أيضًا- على المُفتى به من أقوال الفقهاء، وإن كانت المسألة خلافيَّة؛ عملًا بمذهب الحنفيَّة، والشافعيَّة في قول، والحنابلة في رواية.

والأمر الثالث هو تناول حُبوب لمنع نزول دم الحيض في رمضان، فقال إنه يجوز للمرأة تناول حبوبٍ تمنع نزول دم الدَّورة الشَّهريَّة في رمضان بعد استشارة طبيبة مُتخصِّصة ثقة، وبإذن الزوج، ما لم يترتب على ذلك ضرر؛ قال ﷺ: «لا ضرر ولا ضرار». [أخرجه ابن ماجه]، وإن كان الأولىٰ ترك أمر العادة يجري وفق طبيعته دون تدخُّل طبيّ؛ ففي ذلك استسلام للخالق سبحانه وحُكمِه وحِكمته وتقديره.

والأمر الرابع هو تذوّق الطَّعام أثناء الصِّيام، فأكد أنه لا بأس شرعًا بتذوق الطَّعام أثناء الصِّيام إن كان لحاجةٍ، بشرط الحرص علىٰ عدم وصول شيء منه للجوف، ومجِّه بعد ذلك. فإن ابتلعت المرأة منه شيئًا فسد صومها، وعليها القضاء.

حكم الجماع في نهار رمضان

وأكدت دار الإفتاء أن الجماع في نهار رمضان يبطل الصوم وهو معصية كبيرة تستلزم التوبة إلى الله وقضاء ذلك اليوم من الزوجين، ويضاف للزوج مع القضاء هذا اليوم كفارة عظمى وهي صيام شهرين متتابعين وإن عجز عن الصوم فكفارته إطعام 60 مسكينا من أوسط ما يطعم أهله.

وأكد الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء أن ما حكم الصائم إذا أصبح جنبا هل صيامه صحيح، والإجابة أن الإنسان إن أصبح جنبا وقد نوى الصيام من الليل فصيامه صحيح وعليه أن يبادر بالاغتسال حتى يؤدي فريضة الصلاة وصيامه صحيح.