انتصارات العاشر من رمضان.. ذكرى ملحمة العبور والكرامة واستعادة الأرض
في مثل هذا اليوم عام 1393هـجريا، كان الانتصار المجيد الذي حققته القوات المسلحة في حربها في السادس من أكتوبر 1973، لتحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر التي كان الاحتلال وقادته في إسرائيل يزعمونها، ففي العاشر من رمضان تمكن الجيش من عبور قناة السويس والتوغل شرقا داخل سيناء التي كانت تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، بعد تحطيم خط بارليف.
انتصارات العاشر من رمضان
تمكن الجيش المصري في حرب العاشر من رمضان من تحطيم خط بارليف أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث و الذى يعتبره العسكريون الغربيون إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية، لكن كان النجاح والعبقرية المصرية كلمة السر في تدمير الخط خلال ساعات من بدء الحرب وأفقدت العدو توازنه في أقل من ست ساعات .
في يوم السادس من أكتوبر 1973، الموافق العاشر من رمضان 1393، باغتت القوات المسلحة المصرية الاحتلال ببدء الحرب بتنفيذ الضربة الجوية الأولى، حيث نفذت أكثر من 220 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وحلقت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، وتمكنت أسراب الطيران المصري من استهداف الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وفي المرحلة التالية، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق، بدأت المدفعية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، تقدمت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، في تمام الساعة الثانية والثلث توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وبدأت المدفعية ذات خط المرور المسطح الضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها.
ونجحت القوات المصرية في تدمير خط بارليف وعبور قناة السويس في ست ساعات منذ بدء المعركة، حيث عمل سلاح المهندسين العسكريين على فتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع مع إنشاء الكباري لعبور القوات وتعطيل قنابل النابلم التي حصن بها الجيش الإسرائيلي خط بارليف على امتداد القناة.
وبدأت فرق المشاة وقوات قطاع بورسعيد العسكرى فى اقتحام قناة السويس مستخدمة حوالى الف قارب اقتحام مطاط 1500 سلم لتسلق خط بارليف، ووضع ثمانية الآف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية للقناة و بدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع و اقتحام دفاعات العدو الحصينة، وبعد 8 ساعات من القتال تم فتح 60 ممر في الساتر الترابي على القناة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة وبناء 4 كبارى خفيفة وبناء وتشغيل 30 معدية، وعادت أعلام مصر ترفرف من جديد على الضفة الشرقية للقناة.
في تمام الساعة الثامنة والنصف اكتمل بناء أول كوبري ثقيل، وبعدها بساعتين تقريبا كان قد اكتمل بناء سبع كباري أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمة السبع كباري و31 معدية.
وفي اليوم التالي، أنشأت القوات المصرية 5 رؤوس كباري في سيناء بواسطة 5 فرق مشاة وذلك بعمق 6-8 كم بعد 5 معارك ناجحة رفعت بعدها الأعلام المصرية على أرض سيناء وقد تحققت هذه الإنجازات بخسائر قليلة نسبية وهى 2.5 % من الطائرات و2% من الدبابات و3% من القوات البشرية الباسلة بينما خسر العدو 25 طائرة و20 دبابة ومئات القتلى بالإضافة لتحطيم خط بارليف، وتمكنت الفرقة 18 من السيطرة على مدينة القنطرة شرق تمهيدا لتحريرها الذي اكتمل في اليوم التالي (8 أكتوبر).
واستمرت الحرب، حتى صدر قرار بوقف إطلاق النار وتنفيذه في يوم 28 أكتوبر، واجتمع الوفدان المصري والإسرائيلي فى الساعة الواحدة والنصف لبدء المباحثات لتثبيت وقف إطلاق النار، واستمرت المفاوضات بين الجانبين المصري والإسرائيلي، حيث نجحت الحرب فى إعادة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975، كما مهدت الطريق لإتمام إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1978، وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى مارس 1979.
واستردت مصر سيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982، وهو اليوم الذي يحتفل به عيدًا لتحرير سيناء، وواصلت مصر معركتها الدبلوماسية والقانونية لاسترداد وتحرير طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989.