رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أعلام التلاوة (11 ـ 30)| عبد الباسط عبد الصمد

11-3-2025 | 16:29


عبد الباسط عبد الصمد

فاطمة الزهراء حمدي

أعلام التلاوة هم القرّاء البارزون الذين تركوا بصمة خالدة في عالم التلاوة، حيث ارتقوا بفن التجويد والأداء إلى مستويات عالية من الجمال والروحانية، تميز هؤلاء القرّاء بأصواتهم العذبة، وأدائهم المتقن، وتأثيرهم العميق في وجدان المستمعين.

شهدت التلاوة ازدهارًا كبيرًا في القرن العشرين بفضل انتشار التسجيلات الصوتية والإذاعات، من بين أبرز أعلام التلاوة في العصر الحديث: الشيخ محمد رفعت، صاحب الصوت الملائكي، والشيخ مصطفى إسماعيل، الذي أبدع في المقامات، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي أسر القلوب بصوته الذهبي، وغيرهم من القرّاء الذين حُفرت تلاواتهم في ذاكرة المسلمين.

لقد أسهم هؤلاء القرّاء في نشر القرآن الكريم بأسلوب مؤثر، حيث كان لأصواتهم دور كبير في تقريب معاني القرآن للمستمعين، وإضفاء أجواء روحانية مميزة على المجالس الدينية، لا يزال إرثهم حاضرًا عبر الأجيال، حيث تُسمع تلاواتهم في كل مكان، من المساجد إلى المنازل وحتى عبر المنصات الرقمية الحديث.

وتعرض بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام التلاوة المصرية.

تبدأ سلسلة  دولة التلاوة المصرية باليوم الحادي عشر من شهر رمضان الفضيل بالشيخ الجليل عبد الباسط عبد الصمد، والذي يعد من أبرز قراء القرآن الكريم بمصر والعالم العربي، كما لقب "بصوت مكه"، ولد عبد الباسط عبد الصمد عام 1927م بقرية المراعزة بمحافظة قنا، التحق بكتاب القرية وهو بالسادسة من عمره ليتعلم أحكام وتجويد القرآن الكريم، وقد ساعدته بيئة المنزل القرآنية على سرعة وسهولة الحفظ، كما أن حلاوة وعذوبة صوته ظهرت منذ الصغر.

تميز الشيخ الجليل بالرغم من صغر سنه وقت التحاقه بالكتاب بالإنصات الشديد لشيخه، كما دققق في التحكم بمخارج الأالفاظ والحروف، والانتقالات والوقفات، وكانت لقراءاته طابع مميز في تلمس القلب وتدعوا إلى الخشوع.

تقدم للإذاعة المصرية بعد تشجيع له، فصوته يرقى لأن يبث من الإذاعة المصرية، حيث رضخ لرغباتهم والتحق بالإذاعة المصرية وأعتمد كقارئ رسمي بها، وكان الشيخ الجليل سبب في إقبال الناس على الإذاعة بوجه خاص وعلى تسجيلاته بوجه عام، كما ساهم في إثراء المكتبة الإذاعية بتسجيلاته للمصحف المرتل والمجود.

رحل الشيخ الجليل عبد الباسط عبد الصمد عن عالمنا يوم 21 ربيع الآخر 1409هـ، بعد صراع طويل مع مرض السكرى والذي أنهك صحته بالإضافة تكاسل الكبد مما زاد عليه التعب، كما حضر جنازته الكثير من الناس التي تعلقت بصوته المميز.