تفاؤل حذر يخيم على المفاوضات الأمريكية الأوكرانية.. هل تصلح ما كُسر؟
تتجه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، التي تستضيف اجتماعًا أمريكيًا أوكرانيًا، حيث يترقب أن يستعرض فيه الطرف الثاني خطة تتضمن وقف إطلاق النار بشكل جزئي مع روسيا، التي تشن عليها هجومًا عسكريًا منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ومن جانبها، أبدت أوكرانيا تفاؤلها بخروج نتائج عملية عبر هذا الاجتماع المنتظر، مؤكدة أن موقفها سيكون بناءً بالكامل.
ومن الناحية الأخرى، أعربت الولايات المتحدة عن أملها بأن يجمعها اجتماع جيد مع أوكرانيا، موضحة أنها تريد أن تحصل على مزيد من المعلومات حول موقف أوكرانيا، وما هي التنازلات المحتملة التي تستعد لتقديمها.
ويشارك في المفاوضات عن الجانب الأمريكي، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وهم التقوا ممثلي روسيا في فبراير الماضي.
ومن الجانب الأوكراني، يشارك رئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك، ومساعده بافلو باليسا، ووزير الخارجية أندري سيبيجا، ووزير الدفاع رستم عميروف.
وبدرجة أولى، تأمل أوكرانيا من خلال هذه المفاوضات في وقف الاجتياح الروسي لها، حيث تعلق أملها على تحقيق نتائج سواءً على صعيد الاقتراب من تحقيق السلام، أو مواصلة الدعم الأمريكي.
وقد دخلت العلاقات بين البلدين نفقًا مظلمًا على وقع المشادة الكلامية التي حصلت مؤخرًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، وما أعقبها من قرار أمريكي يقضي بتعليق المساعدات العسكرية عن "كييف"، إلى جانب تبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية.
وعن هذه الخطوة، قال مسؤول أوكراني، إنه إذا استمر هذا التوقف عن التعاون الاستخباراتي مع الأمريكيين، فسوف يعزز ذلك من نفوذ روسيا على أرض المعركة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، موضحًا أن هذا التوقف عن التعاون الاستخباراتي أعاق قدرة أوكرانيا عن صد هجوم مضاد للجيش الروسي في منطقة كورسك غربي روسيا.
ولاحقًا، قال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي "قدم اعتذارًا" في رسالة بعثها للرئيس دونالد ترامب.
وحرمت هذه المشادة الرئيس دونالد ترامب من توقيع اتفاق المعادن النادرة، الذي طالب به أوكرانيا في أكثر من مرة كتعويض عن إمدادات الأسلحة السابقة، التي قدمتها بلاده.
وبينما أبدت أوكرانيا استعدادها للتوقيع على هذا الاتفاق، أكدت الولايات المتحدة، من جانبها، أن هذا لن يكون محورًا في اجتماع السعودية.
ماذا سيدور في المفاوضات؟
ومن المقرر، أن تطرق المحادثات إلى تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي بين روسيا وأوكرانيا، بحسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين، الذي أفادوا بأن بلادهم تتوقع إحراز تقدم كبير في هذه المحادثات.
وفي المقابل، قال المسؤول أوكراني، إن بلاده لديها اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو والبحر مع روسيا، موضحًا أن هذين الخيارين لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما، ومن الممكن البدء بهما، طبقًا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
كذلك ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية، ـن من المتوقع أن تقترح كييف وقفًا جزئيًا لإطلاق النار في البحر الأسود، على أمل أن تتراجع واشنطن عن قرارها بقطع المساعدات العسكرية والاستخبارات، وذلك نقللًا عن مصدر مطلع على الاستعدادات للمحادثات.
وفي الإطار نفسه، أكدت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن "كييف" لن تقبل باتفاق يحد من قدرتها على إعادة التسلح، أو يعترف بالأراضي المحتلة على أنها روسية، أو يتدخل في السياسة الأوكرانية من خلال الإصرار على الانتخابات.