ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن اجتماع اليوم في المملكة العربية السعودية يمثل اختبارا حاسما لمدى قدرة الولايات المتحدة وأوكرانيا على وقف التراجع في العلاقات الذي أدى إلى تعليق واشنطن للدعم العسكري والاستخباراتي لكييف هذا الشهر.

وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء - إن الوفد الأمريكي، بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايكل والتز، أثار توقعات باجتماع إيجابي يمكن أن يرى واشنطن تعيد دعمها لأوكرانيا.

وأوضح روبيو أن الأوكرانيين "يتلقون بالفعل معلومات استخباراتية دفاعية أثناء حديثنا".

وأكد أن الصراع في أوكرانيا تحول إلى حرب استنزاف، وأنه لا روسيا ولا أوكرانيا يمكن أن تنتصر عسكريا. وقال إن الجانبين يجب أن يقبلا التنازلات ولكن الهدف الأول للمسؤولين الأمريكيين هو فهم موقف أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأوكرانيين انزعجوا من الطريقة التي تعاملت بها إدارة ترامب مع المفاوضات، وخاصة باستبعادهم من المحادثات الأولية مع المسئولين الروس في المملكة العربية السعودية. لكن بعد تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمساعدات، حاولوا تأكيد انفتاحهم على السلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم: "نأمل في تحقيق نتائج عملية. سيكون موقف أوكرانيا في هذه المحادثات بناء بالكامل".

وفي الوقت نفسه، شنت روسيا هجمات مكثفة داخل أوكرانيا. ووفقا لزيلينسكي، أطلقت روسيا 80 صاروخا و1200 قنبلة انزلاقية ونحو 870 طائرة بدون طيار على المدن الأوكرانية في الأسبوع الماضي.

وبحسب الصحيفة، تزامن ذلك مع تعليق الولايات المتحدة للدعم الاستخباراتي لأوكرانيا، بما في ذلك توفير خدمات صور الأقمار الصناعية التي تستخدمها وحدات المدفعية والطائرات بدون طيار الأوكرانية لتقييم الأهداف الجيدة ومراقبة المواقع والمستودعات الروسية.

كما أوقفت الولايات المتحدة نقل أي من المعدات العسكرية المتبقية البالغة 3.85 مليار دولار المتاحة لأوكرانيا، فضلا عن إيقاف تسليم الأسلحة التي وافقت عليها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والتي كانت في طريقها بالفعل.

وفي أوروبا، كانت آمال ومخاوف الشخصيات السياسية الرائدة حيال محادثات جدة واضحة للعيان.

وكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على وسائل التواصل الاجتماعي: "أيها الأمريكيون الأعزاء، أيها الأوكرانيون الأعزاء، لا تضيعوا هذه الفرصة. العالم كله يراقبكم في جدة اليوم. حظا سعيدا!" 

ولفتت الصحيفة إلى أن القادة العسكريين من الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي /ناتو/ اجتمعوا في باريس اليوم لمناقشة الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لأوكرانيا لضمان سلام دائم.