أشهر الأضرحة والمقامات | جمال الدين شيحة.. "القائد العسكري والأسطورة التاريخية"
تعتبر الأضرحة منشآت معمارية تُبنى فوق قبور الأشخاص تخليدًا لذكراهم، وهي تختلف عن المقامات التي لا يشترط أن تكون مكانًا للدفن أو القبر، فقد يكون المقام هو مكان إقامة الشخص في يوم من الأيام أو مكانًا كان يمارس فيه طقوسه الدينية أو حتى مكانًا مر به في مرحلة ما من حياته، وأصبح لاحقًا مقصدًا للناس ليبنوا عليه مكانًا للعبادة أو للزيارة، ومن أشهر الأضرحة والمقامات: "جمال الدين شيحة.. القائد العسكري والأسطورة التاريخية"
يقع ضريح جمال الدين شيحة في محافظة دمياط بمصر، وقد أنشئ في عصر الدولة العثمانية، يتخذ الضريح تصميمًا مربعًا يتألف من أربعة عقود مغلقة بحواجز من الخشب المزخرف، وتعلوه قبة صغيرة.
يحتوي الضريح على مجموعة من الأسلحة الأثرية، مثل الرماح وأغماد الجلد، التي يقال إنها كانت تُستخدم من قِبل جمال الدين شيحة في معاركه ضد الصليبيين أثناء حملة لويس التاسع، ويُذكر أن السلطان الظاهر بيبرس كان حاضرًا أثناء وفاة جمال الدين شيحة، حيث شُيد له هذا الضريح في القرن السابع الهجري تقديرًا لدوره.
جمال الدين شيحة كان قائدًا عسكريًا بارزًا في العصر المملوكي، وُلد في سوريا وكان يتيم الأب منذ صغره، التحق بمركز الدعوة الإسماعيلية في سوريا وهو في الثامنة من عمره، ثم انضم إلى أحد التنظيمات الفدائية، ومع ذلك، لم يظل طويلًا في هذه التنظيمات، بل انتقل إلى القاهرة بعدما استدعاه السلطان الظاهر بيبرس.
في القاهرة، أصبح جمال الدين شيحة مستشارًا خاصًا للسلطان لشئون الفدائيين السرية. بفضل ذكائه وإتقانه العديد من اللغات، أُوكلت إليه مهام عسكرية خطيرة، كانت سببًا أساسيًا في انتصار الظاهر بيبرس على الصليبيين.
لم تقتصر شهرة جمال الدين شيحة على أفعاله العسكرية فقط، بل انتشرت حوله الحكايات والروايات التي روت بطولاته الخارقة، كما اشتهرت قدرته الفائقة على التخفي والإفلات من أعدائه بعد نجاحه في إتمام المهام الصعبة داخل مناطق الخصوم.