إعلام التلاوة هم القرّاء البارزون الذين تركوا بصمة خالدة في عالم التلاوة، حيث ارتقوا بفن التجويد والأداء إلى مستويات عالية من الجمال والروحانية، تميز هؤلاء القرّاء بأصواتهم العذبة، وأدائهم المتقن، وتأثيرهم العميق في وجدان المستمعين.
شهدت التلاوة ازدهارًا كبيرًا في القرن العشرين بفضل انتشار التسجيلات الصوتية والإذاعات، من بين أبرز أعلام التلاوة في العصر الحديث: الشيخ محمد رفعت، صاحب الصوت الملائكي، والشيخ مصطفى إسماعيل، الذي أبدع في المقامات، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي أسر القلوب بصوته الذهبي، وغيرهم من القرّاء الذين حُفرت تلاواتهم في ذاكرة المسلمين.
لقد أسهم هؤلاء القرّاء في نشر القرآن الكريم بأسلوب مؤثر، حيث كان لأصواتهم دور كبير في تقريب معاني القرآن للمستمعين، وإضفاء أجواء روحانية مميزة على المجالس الدينية، لا يزال إرثهم حاضرًا عبر الأجيال، حيث تُسمع تلاواتهم في كل مكان، من المساجد إلى المنازل وحتى عبر المنصات الرقمية الحديثة.
وتعرض بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام التلاوة المصرية.
تستمر سلسلة أعلام التلاوة المصرية باليوم الرابع عشر من شهر رمضان الفضيل بالشيخ الجليل راغب مصطفى غلوش، ولد الشيخ راغب يوم 5 يوليو عام 1938م بقرية برما محافظة الغربية، التحق بالكتاب بعد التحاقه بالمدرسة ليحفظ القرآن الكريم، حيث أتم حفظ القرآن الكريم قبل أن يتجاوز العاشرة من عمره، كما سافر لدراسة علم القراءات و أحكام التجويد بمسجد الأحمدي بطنطا.
ذاع صيته وهو لم يتجاوز عامه الخامس عشر حيث كان يتملك صوتا عذب ومميز، كما أنه جتهد كثيرا ليستطيع حفر أسمه بين كبار المشايخ وهو بهذا السن الصغير، التحق بالإذاعة المصرية ونجح بالاختبارات من بين 160 متقدم لاختبارات الإذاعة، كما أعجبت لجنة التحكيم بصوته وترتيله للقرآن الكريم حيث أن صوته العذب جعلهم ينسوا أنها مسابقة، وأصبح أصغر قاررئ بالإذاعة المصرية.
رحل الشيخ الجليل راغب مصطفى غلوش عن عالمنا يوم 4 فبراير عام 2016 عن عمر يناهز 77 عام، بعد صراع مع المرض.