رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ريشة وقلم| الكاتب خالد أمين: رمضان سحر الحكايات وذاكرة الإبداع (15-30)

15-3-2025 | 14:09


خالد أمين

فاطمة الزهراء حمدي

يمثل شهر رمضان الكريم فرصة فريدة للتأمل والتجديد الروحي، وهو أيضًا مناسبة للتواصل الثقافي والفكري،  في هذا الشهر المبارك، تتجلى القيم الإنسانية السامية من تسامح وتراحم، مما يُلهم الأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين للإبداع والتعبير بأساليبهم الفريدة، حيث تحمل تلك الحوارات طابعًا مميزًا، وتكشف عن رؤياهم الروحية وتأملاتهم الفكرية، ومن خلال تلك المناسبة تستعرض بوابة دار الهلال مجموعة من الحوارات مع مختلف الأدباء والشعراء والفنانين.

 

وفي السطور التالية نلتقي مع الكاتب خالد أمين، لنتحدث عن ذكرياته المرتبطة برمضان، والتحديات الذي واجهته في أعماله، وإليكم الحوار:

 

ما أبرز الذكريات المرتبطة لديك بشهر رمضان؟

من أين ابدأ؟ ذكريات رمضان .. تلك اللحظة الأولى التي كنت صبيًا أهم باللعب مع الغلمان في الشارع، نحن نتحدث عن التسعينات هنا، ثم نادتني أمي لتقول أن الحلقة الأولى من مسلسل هرقل سيتم عرضها بث أول على القناة الثانية، كنت طفل متيم بالأساطير الأغريقية وأخيل وطروادة وشخصيتي المفضلة كانت أودوسيوس، ذكريات رمضان ؟ .. الف ليلة وليلة، والأنتظار وقت السحور لأنتظار حلقة أغاثا كريستي التي سيتم عرضها آملًا أن يكون بطلها محققي المفضل هيركيول بوارو، إضافة إلى حكايات جدتي  " رحمه الله عليها " قبل النوم عن ماكبث والفرسان الثلاثة وجزيرة الكنز وعطيل وشمشون الجبار وغادة الكاميليا وغيرهم.

 

 شهر رمضان ذو طابع خاص على الجميع.. فكيف أثر الشهر الكريم على طبيعة أعمالك؟

بالطبع، لأن هناك علاقة وثيقة بين رمضان وألف ليلة وليلة، عبق وسحر التاريخ يقبع بين دهاليز رمضان، اللمة والونس والسحر، فقط ينقصنا جحا وعلي بابا وعلاء الدين والسندباد البحري لتكتمل جلسة الخيال الحلوة.

 

كيف ترى تأثير الأجواء الروحانية في رمضان على الإبداع الأدبي؟

الصلاة والرياضة .. طقوس دومًا ملهمة للكتابة .. كتبت قصة رعب قصيرة بعنوان فالانتاين كان بطلها عمو فؤاد، فؤاد المهندس، وهذا كان تأثير رمضاني بحت.

 ما الفكرة التي انطلقت منها في أولى أعمالك؟

عندما كنت في صف الثالث الأعدادي، تخيلت باخرة تهيم وسط ضباب البحر، كتبت تلك الرواية في كشكولين كل واحد منهم ستون ورقة، ومنها نشأ عالمي الأدبي، بعد عشرون عام كتبت أنهم يأتون ليلًا، وأعتقد أن تلك الرواية هي التي كتبتني وليس العكس، الرواية التي غيرت روحي وكياني.

 

هل كان هناك كتاب أو تجربة معينة أثرت عليك؟

القراءة اليومية، عقدت تلك الصفقة مع نفسي وانا في الأعدادية، أي كان الذي سيحدث لي في حياتي، ومهما كانت تحديات الحياة، فلسوف أقرأ يوميًا حتى ولو صفحتين واستمريت على ذلك، حتى منذ ستة اعوام ابان حادثة مؤسفة نجوت منها كنت اقرأ حينها في العناية المركزة، حتى يوم زفافي، ويوم أتى يوسف أبني للعالم، ويوم طلاقي، أنا أحاول ضرب لك أمثلة على مواقف الواقع، مثل عزال، أو تحديات عمل، خلال كهذا رويتينيات الحياة تلك فلقد حافظت على القراءة ولم يمر يوم منذ الأعدادية حتى الان وانا في منتصف الثلاثينات من العمر الا وانا اقرأ يوميًا.

 

 كيف تطورت أفكارك في أعمالك؟

تطور الأعمال نفسها بنفسها، أنا فقط أسلم نفسي فحسب للاوعي، وأكتشف الأحداث مع الشخصيات، أنا من مدرسة الارتجال الإبداعي، قد أمتلك فكرة لكني عدو للخطة، لا يعني بالضرورة أنها شيء سيء قد تفلح مع كاتب آخر، لكني أهيم عشقًا باستكشاف الشخصيات والأحداث معهم، مثلًا ، والجزء القادم حرق لجرائم الغرائب السبع فلا تقرأ لو لم تنهها بعد ، لم أكن أعلم سر الغرفة المغلقة ولا أن رنا هي مازن وإلا وأنا أكتب المشهد نفسه.

 

من الكتاب الذين أثروا في أسلوبك وطريقة تفكيرك؟

أغاثا كريستي ، أدغار الان بو ، أحمد خالد توفيق ، نبيل فاروق ، روبرت بلوخ ، شكسبير ، اليسكاندر ديماس ، برام ستوكر ، هوميرس ، دانتي ، ر.ل ستيفنسون ، ماري شيلي ، توماس هاريس ، جيمس بيترسون.

 

كيف تختار عناوين كتبك؟

هم الذين يختاروني دون أدنى قد من المبالغة الدرامية.

 

ما التحديات التي واجهتك ككاتب؟

الكاتب يواجه تحديات عدة ، داخليًا وخارجيًا ، لقد ظللت أحاول أنشر لأحدى عشر عام والجميع يقول " مستحيل أن يحدث " ، لكني كنت على يقين من حدوث ذلك وأننا نصبح ما نفكر به ، لذا كان التحدي هو بناء " مايندسيت " أني سوف أفعلها، والا أنصاغ للسلبيات من حولي ، كنت أدور على المكتبات وآخذ أسماء دور النشر وأطبق الروايات نسخ ورقية وأتركها بأسمي ورقم تليفوني – حقبة ما قبل السوشيال ميديا – وأنتظر لأعوام اتصال هاتفي.

 

كيف تعاملت مع التحديات دون الإخلال بجودة العمل أو هوية الكاتب؟

التحديات التي يواجها الكاتب في الشعرة الفارقة بين الأبداع والأنا الخاصة بالفنان، اعتقد أن المبدع الحقيقي يكون مؤمن بعمله ككيان حي مستقل عنه هو مسئول عنه وليس وسيلة تحقق أو إرضاء الأنا، ولذا قد يواجه الكاتب التحدي في الحفاظ على مشهد مكتوب، أو فكرة في الرواية، عندنا نصل لمسألة التعامل الكاتب مع المحرر الأدبي، وهذا تحدي خاص لأن لو الكاتب مؤمن بعمله ككيان مستقل عنه وليس وسيلة لإرضاء الأنا فعليه التمسك بمحتواه، على الناحية الأخرى عملت كمحرر أدبي لعدة أعوام ولطالما كنت أعتبر أن الرواية لها الكلمة عليا، لا أنا ولا الكاتب، فالتحرير عملية أبداعية والكتابة عملية إنسانية وإبداعية ، لكن أحيانًا يقع صدام بين الكاتب وخلط المحرر لفكرة الإبداع والاغتيال الفكري، التاريخ علمنا هذا، وحدث ذلك مع سيرجيو ليوني وجون كاربنتر وهيتشكوك نفسه، وخلال الخمسة الأعوام.

 

كيف أثّر النجاح الكبير لأعمالك على طريقتك في التعامل مع التحديات الإبداعية؟

عندما حققت جرائم الغراب السبع هذا النجاح الباهر دخلت داخل قصر الذكريات بعقلي – تقنية علمية حقيقية تحدث عنها آرثر كونان دويل مؤلف شيرلوك هولز – في كتابه فن الأستنباط، ودخلت داخل هذا القصر وجلست مع أدغار الان بو، قال لي: البعض يصيبهم جنون النجاح والأستمرارية، وتغلب عليهم الأنا، وأنت تعلم أن هذا لن يصيبك، لأنك لا تكتب من أجل الأنا أو الشهرة أو المال، أنت تكتب لأجل الروايات نفسها والحبكة والشخصيات والقراء، تكتب لكي يشعر أحد بما تشعر أنت به وأنت تقرأ لكاتب مفضل لك، ولو قرأ لك شخص واحد وتحركت مشاعره فهذا سحر خام، لا تدع غبار الرحلة يشتتك عن أسباب بدئك للرحلة، أياك، وهكذا هززت رأسي لأدغار الان بو مبتسمًا وقد قال لي ما أعرفه بالفعل، ربما أصعب تحدي مررت به على المستوى الشخصي خلال 2024 هو أني حاربت كي أحافظ على شغفي إثر تحديات عدة، ولكن الحمدلله، الخيال والفن دومًا لهم الكلمة عليا.. والشغف هو الحياة.

 

 ما الجديد الذي تحضر له حاليًا؟

لنقل إن 2025 لم تبدأ بعد، وأن هناك.. مفاجأة ستغير من كل شيء بإذن الله.