رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصــر الحُــرة

15-3-2025 | 16:51


.

بقلم: د. غادة جابر

الحرية تعنى القوة والقدرة على تحديد المصير واتخاذ القرار والتصرف بإرادة دون غصب أو إهانة، دون ملء شروط غير مقبولة أو فرض حدث مُشين، هكذا تكون الدولة المصرية، حُرة مُستقلة، لم تكن مجرد شعارات مر عليها أكثر من قرن من الزمان، منذ ثورة 1919 لرفض الاحتلال الإنجليزى إلى ثورة 30 يونيو لرفض طمس الهوية المصرية ورفض فكر الجماعة المحظورة أن الوطن حفنة من التراب لا قيمة له، فكانت الجمهورية الجديدة التى رفضت دخلاء على وطننا وقضت على الإرهاب لتحيا مصر.

بل سعت مصر إلى القومية العربية ومحاولة تحقيق حُلم الوحدة العربية، منذ عام 1958 نادى الرئيس جمال عبد الناصر بالعروبة ومناهضة الاستعمار الأجنبى فى الدول العربية، وكأن الأقدار تفرض على مصر أن تكون مسئولة عن هذه العروبة فى محاولات مُضنية للم الشمل العربى رغم الأحداث الدامية التى نالت بعض الدول العربية، سعى الرئيس عبد الفتاح السيسى لعقد قمة عربية فى مارس 2025 لمواجهة غرب متعجرف وعدو متربص وللحفاظ على شعوب العرب والقضية الفلسطينية ونيل الحرية العربية لمن يعى الأمر، فقوتنا الحقيقية فى وحدة عربية نحلم بها حتى يومنا هذا.

 

وقفت مصر بقوة وثبات أمام المطالب الأميركية برفضها القاطع بتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى الأراضى المصرية، ورفضت مصر بل ساندت موقف المملكة العربية السعودية برفضها تهجير الفلسطينيين إالى الأراضى السعودية، وصرحت الدولة المصرية أن أمن السعودية خط أحمر، وساندت المملكة الأردنية الهاشمية لرفضها التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية، استطاعت مصر أن تحشد رأيا عاما دوليا لرفض هذا الأمر، وصرحت منظمات أممية ودولية ودول غربية، بأن طلب الولايات المتحدة بإخلاء الأراضى الفلسطينية من أهلها يعد جريمة حرب.

 

فى بداية العدوان الإسرائيلى على غزة، فرضت مصر إرادتها بعدم خروج الجنسيات الأجنبية عبر معبر رفح المصرى إلا بشرط تمرير المساعدات للأشقاء الفلسطينيين، وبعد تطاول إسرائيل وفرض هيمنتها على المعبر من الناحية الفلسطينية، رفضت مصر التعامل مع سلطة الاحتلال وعدم الاعتراف بهيمنتها غير الشرعية على المعابر الفلسطينية.

 

تساند مصر الدولة الوطنية والمؤسسات الشرعية فى الدول العربية، وترفض هدم الأنظمة والفوضى، وبدا هذا واضحاً فى الدور الذى تلعبه مصر بثبات فى الأزمة السودانية والأزمة الليبية، وبعد سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا صرحت مصر أن الأمر الأهم أن تستقر سوريا وتكون دولة ذات سيادة وتحافظ على أمن واستقرار الشعب السورى، لأن مصر لديها نهج ثابت فى سياستها الخارجية وهو عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى الدولة وتدعم دولة النظام والمؤسسات والحفاظ على الأمن القومى المصرى فهو خط أحمر والحفاظ على الأمن القومى العربى.

 

الدولة المصرية علَمت العالم الدبلوماسية والحنكة السياسية ومهارة التفاوض، خاصة فى العقد الأخير فى ظل الجمهورية الجديدة، استطاعت مصر أن تواجه كل التوتر المحيط بها بحكمة، واستعادت علاقاتها مع كل دول العالم وريادتها الدولية والإفريقية والعربية، فانضمت مصر لمجموعة البريكس الاقتصادية بالإضافة إلى المجموعات الاقتصادية المشتركة الإفريقية، ومذكرات التفاهم بين مصر ودول كبرى غربية وعربية من أجل الشراكات الاقتصادية دون الاكتراث للهيمنة الأمريكية.

 

ولأن القيادة السياسية المصرية قيادة واعية ولديها رؤية استباقية لكل الأحداث، عملت الجمهورية الجديدة على مبادئ أساسية وهى التنمية المستدامة والاستقرار وعمل مشاريع ضخمة وبنية تحتية قوية لجذب الاستثمارات وتوطين الصناعات المختلفة ودعم السلام والقضاء على الإرهاب وتعمير سيناء وتطوير القدرات العسكرية المصرية وتطوير الإنسان ودعم الحياة الكريمة، مرت محن وأزمات ولم تخزل مصر شعبها ولم يخزل الشعب وطنه الذى يعشق ترابه ويعرف قيمته ومستعد أن يضحى من أجله لأبعد حد من التضحيات، شعب لديه عقيدة راسخة فكلنا جنود.

 

رغم الوضع الاقتصادى الذى نال الجميع فى ظل هذه الحروب العديدة والتوتر والتصعيد المستمر بين الدول، والحروب الاقتصادية والتجارية التى تنعكس على اقتصادات كل الدول بالسلب، ورغم التصريحات النارية من قبل رئيس الولايات المتحدة لجعل الشرق الأوسط جحيم رغم أنه لا يستطيع لأن إسرائيل وهى ولاية أمريكية فى الشرق الأوسط وهى تحرص على معاهدة السلام التى أبرمت بين مصر وإسرائيل بل إنها تسعى للتطبيع والسلام الإبراهيمى مع الدول العربية، ورغم التلويح بمنع المعونة الأمريكية للدول التى رفضت التهجير، تظل مصر ثابتة صامدة صاحبة موقف وصانعة قرار، لا تنازل عن الحق الفلسطينى ولا مساس بالأراضى المصرية، لأن مصر دولة عظمى شعبا وأرضا وجيشا، وهو ثالوت مقدس لا يستطيع أحد خرقه ولا النيْل منه.

 

القيادة السياسية قيادة واعية ولديها رؤية استباقية لكل الأحداث، أسست الجمهورية الجديدة مبادئ أساسية وهى التنمية المستدامة والاستقرار ونفذت مشاريع ضخمة وبنية تحتية قوية لجذب الاستثمارات