كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر، اليوم الأحد، عن أن سفنا حربية وطائرات أمريكية شنت هجمات مميتة في أنحاء اليمن، استهدفت رادارات ومواقع دفاع جوي ونقاط إطلاق طائرات بدون طيار، تزامنا مع إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر بشن ضربات واسعة النطاق ضد الحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن مسئول دفاعي- طلب عدم الكشف عن هويته- نظرًا لحساسية الموضوع قوله إن هذه العملية تُمثل بداية حملة متجددة لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.
وأوضحت الصحيفة، أن ترامب تعهد باستخدام "قوة مميتة ساحقة" ضد الجماعة المسلحة ردا على هجماتها البحرية، وطلب من طهران وقف دعمها وإلا واجهت عواقب.
وأضافت أن القوات الأمريكية شنّت هجوما حاسما وقويا على الحوثيين في اليمن، وفقًا لما أعلنه الرئيس دونالد ترامب، يوم أمس /السبت/، في تصعيد ضد الجماعة التي تستهدف حركة الملاحة البحرية والقوات الأمريكية في البحر، والذي مثّل تحذيرا حادا لإيران، داعمها الرئيسي.
وقال ترامب- في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي- "لن يتم التسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية. سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن العملية كانت "رسالة قوية وواضحة" للحوثيين، وإن الهجمات على السفن الأمريكية والشحن العالمي يجب أن تتوقف.
وفي بيانه، خاطب ترامب مباشرةً رعاة المسلحين في إيران، الذين يُعتقد أنهم يزودونهم بالأسلحة والتمويل: "يجب أن يتوقف دعم الحوثيين فورًا، محذرًا الحكومة في طهران من أن أمريكا ستحاسبكم بالكامل، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب ناشد في الأيام الأخيرة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على أمل التوصل إلى اتفاق جديد للحد من البرنامج النووي لطهران، بينما رفض الإيرانيون حتى الآن المشاركة.
وفي حين تصر طهران على أن أنشطتها النووية سلمية، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن البلاد زادت إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب، مما يجعلها أقرب إلى امتلاك قنبلة نووية فيما أشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن إسرائيل تنوي شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، وسعت إلى الحصول على دعم واشنطن في حال حدوث ذلك.
وقبل مغادرة منصبه، ردت إدارة جو بايدن بشن حرب جوية ضد الحوثيين، على الرغم من أن هذه الجهود فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في وقف قدرة الجماعة على استهداف السفن وبعض الطائرات الأمريكية، حيث وصف ترامب يوم السبت نهج سلفه بأنه "ضعيف للغاية".
وأوقف الحوثيون إلى حد كبير هجماتهم على السفن التجارية والبحرية عقب وقف إطلاق النار الهش الذي توصلت إليه إسرائيل مع حماس في غزة، لكن قادة الجماعة اليمنية حذروا من أنهم سيستأنفون هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ في حال انهيار الاتفاق.
وأعادت إدارة ترامب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مشيرة إلى موجات العنف التي شنّها المسلحون ضد السفن الحربية والتجارية الأمريكية على مدى أشهر عديدة. وصرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن ذلك كان بمثابة تحقيق لوعد أطلقه ترامب خلال حملته الانتخابية بعد مئات الهجمات الحوثية.
ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إنه على الرغم من أن إيران قدمت دعما عسكريا وماليا كبيرا للحوثيين، إلا أنهم يعتبرون الجماعة جهة فاعلة مستقلة قد لا تستجيب بالضرورة لتعليمات طهران بوقف هجماتها البحرية كما عزز الحوثيون قدراتهم الكبيرة والمستقلة على إنتاج الأسلحة.
وقُتل ما لا يقل عن 31 شخصًا وجُرح 101، نقلًا عن متحدث باسم وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون. وفي بيان، تعهد المكتب السياسي للجماعة اليمنية بالرد، وقال إن الهجمات لن تثنيهم عن دعمهم لغزة، وإن الضربات استهدفت مناطق سكنية ومدنيين.
من جانبه، قال محمد الباشا، المحلل اليمني ومؤسس تقرير الباشا، إن الغارات الجوية لا تزال مستمرة ويبدو أنها أوسع نطاقا بكثير من الهجمات الأمريكية السابقة على أهداف الحوثيين عقب بدء حرب غزة.