إسرائيل تستأنف حربها ضد قطاع غزة.. تطورات ميدانية خطيرة
لا تحفظ عهدًا ولا تفي نذرًا.. هكذا حال إسرائيل، التي استأنفت بزعامة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، المُدان بجرائم ضد الإنسانية لدى محكمة الجنايات الدولية، الحرب ضد قطاع غزة، مخلفة المئات بين شهيد وجريح، متنصلة بذلك من بنود اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، الذي وقعت عليه.
قتلوهم فجرًا
بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استأنفت إسرائيل حربها ضد قطاع غزة، موقعة خلال خمس ساعات أكثر من 322 فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة عشرات آخرين، من ضمنهم عائلات كاملة، وصل جزء منهم إلى المستشفيات.
وينضم هؤلاء إلى أكثر من 160 ألف فلسطيني، خلفتهم الهجمات الإسرائيلية بين شهيد وجريح، منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، انتهاء وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة مع حركة حماس، منذ 19 من يناير الماضي، معلنة أن سلاح الجو يهاجم أهدافًا هناك، وفي ذات الوقت، أضافت أنه لن يُفاجأ أحد إذا أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ، حيث إن أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب.
وجاء استئناف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أوعز باتخاذ ما وصفه بـ "إجراءات صارمة ضد حركة حماس في قطاع غزة"، لكن في الحقيقة، لا يتعدى الأمر كونه استهدافًا للمدنيين العزل في خيامهم ومنازلهم.
في غضون ذلك، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، إنه بناءً على توجيهات المستوى السياسي، تشن قواتنا هجومًا واسعًا ضد قطاع غزة، زاعمًا استهداف أهداف تابعة لحركة حماس.
بينما زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن معاودة الحرب جاءت في أعقاب رفض حركة حماس المتكرر لإطلاق سراح المحتجزين، ورفضها جميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف والوسطاء.
والحقيقة، فإن إسرائيل هي من تنصلت من استحقاقات وقف إطلاق النار ومراحله، حيث رفضت الانخراط في محادثات المرحلة الثانية، وأرادت تنفيذ مقترح أمريكي يخالف ما جرى التوافق عليه، ويبقى الباب مفتوحًا أمامها لاستئناف الحرب متى شاءت، وأين أرادت.
وكرر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مزاعم، أن قوات الجيش تهاجم أهدافًا تابعة لحركة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة، وذلك بغرض تحقيق أهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية، بما فيها إطلاق سراح جميع المحتجزين، أحياءً وأمواتًا.
يأتي هذا فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأنه إذا لم تفرج حركة حماس عن المحتجزين لديها، فستُفتح أبواب الجحيم على غزة، وسيواجه الجيش الإسرائيلي "حماس" بقوة غير مسبوقة، لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع المحتجزين إلى ديارهم وتتحقق جميع أهداف الحرب، وفق قوله.
وفي الأثناء، طالب جيش الاحتلال، بإخلاء فوري لبيت حانون شمال قطاع غزة وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوبًا، استعدادًا لشن "هجومًا قويًا" فيها، حيث إنها "مناطق قتال خطيرة"، طبقًا لما أورده.
في إطار ذلك، أفاد مصدر عسكري إسرائيلي، بأن القوات الإسرائيلية تشرع في مهاجمة قادة حركة حماس من المستوى المتوسط، والشخصيات البارزة في الجناح السياسي لها، وبنيتها التحتية على نطاق واسع، وبشكل استباقي، وذلك بتوجيهات من المستوى السياسي.
وأكد المصدر، أن الهجوم سيستمر طالما كان ذلك ضروريًا، وسيتوسع إلى ما هو أبعد من العمليات الجوية، في إشارة إلى أنه قد يتطور إلى هجوم بري.
وبجانب استئناف الحرب، أغلقت إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح أمام خروج المرضى والجرحى من قطاع غزة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وفي المقابل، أكدت حركة حماس، أن استئناف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، بمثابة انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 من يناير 2025.
حماس طالبت الوسطاء، الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بـ"التحرك للجم التوحش النازي الصهيوني، وحرب الإبادة ضد المدنيين بغزة"، حسبما قالت.
كما طالبت الوسطاء بكشف الحقائق حول انقلاب إسرائيل على اتفاق وقف النار، وتحميله وحده مسؤولية صب الزيت على النار في غزة والإقليم، وفي ذات الوقت، ناشدت أبناء الأمتين العربية والإسلامية بالتظاهر رفضًا لاستئناف إسرائيل إبادتها الجماعية ضد الفلسطينيين بغزة.
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها كانت على علم مسبق بشأن استئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، حسب تصريحات للبيت الأبيض، الذي أشار إلى أن إسرائيل تشاورت معه وإدارة الرئيس دونالد ترامب بخصوصها.
مئات القتلى
وعلى أثر استئناف الحرب، قتل أكثر من 322 فلسطينيًا، وأصيب عشرات عشرات آخرون، خلال خمس ساعات من العدوان الإسرائيلي، بينها عائلات كاملة، وصل جزء منهم إلى المستشفيات، بحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة.
وفي هذا السياق، أفاد المكتب بتعذر وصول عدد كبير من الضحايا إلى المستشفيات، جراء صعوبة الوضع الإنساني الميداني، وشل قطاع المواصلات، بسبب انعدام توفر الوقود في جميع محافظات قطاع غزة.
وسلط الضوء على أن معظم الشهداء والمفقودين من النساء والأطفال والمسنين، وذلك في جرائم إبادة جماعية تستهدف الإنسان والأرض والتاريخ الفلسطيني، على حدّ وصفه.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياسة الإبادة الجماعية، والتجويع الممنهج ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة، محمّلًا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.
بدورها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، بوصول 254 شهيدًا، فضلًا عن أكثر من 440 إصابة بينها إصابات خطيرة جدًا إلى مستشفياتها، جراء الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات فجر اليوم على قطاع غزة، بينما ما زال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم.