رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


علماء المسلمين (30- 18)| أبو العتاهية.. من المجون إلى الزهد والتنسك

18-3-2025 | 23:25


أبو العتاهية

بيمن خليل

شهد تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء البارزين الذين قدموا إسهامات كبيرة في مجالات معرفية متنوعة مثل: العلوم التطبيقية، الدينية، اللغوية، الفلسفية، الطبية، والاجتماعية، وقد أسس هؤلاء العلماء قواعد ومناهج علمية راسخة في أبرز العلوم التي استفاد منها الإنسان على مر العصور وحتى يومنا هذا.

وفي سلسلة خاصة تقدمها بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان المبارك، سنستعرض يوميا أحد هؤلاء العلماء المسلمين المبدعين ونلقي الضوء على إسهاماتهم العظيمة في مختلف ميادين المعرفة.

نبدأ في حلقتنا الأولى بالتعرف على أبرز علماء اللغة العربية والأدب، الذين قدموا أعمالاً قيمة أثرت هذا المجال وأسهمت في تقدمه.

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي أبو إسحاق "أبو العتاهية" ( 130 - 213 هـ / 747 - 826 م) كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر كُتبت في عصره، غير أنه كان سريع الخاطر واتسمت أشعاره بالإبداع.

كان "أبو العتاهية" بائعا للجرار، ثم مال وقتها إلى العلم والأدب واتجه إلى نظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد بأشعاره حتى علت مكانته لديهم.

هجر "أبو العتاهية" الشعر لفترة إلى إن وصل هذا الأمر للخليفة العباسي هارون الرشيد فأمر بسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه الشعر مرة أخرى.

وأطلق عليه "أبو العتاهية" لما عُرف عنه في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء.

ومن قصائده في النسك والموعظة

نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية     .. طفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشية

ونغادر الدنيا ونحن كما ترى      .. متشابهون على قبور حافية

أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا .. وحسابُنا بالحق يوم الغاشية

حور وأنهار، قصور عالية .. وجهنمٌ تُصلى، ونار حامية

فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي     .. ما دام يومُك والليالي باقية

وغداً مصيرك لا تراجع بعده    .. إما جنان الخلد وإما الهاوية