"نتنياهو أكبر المستفيدين".. سياسي فلسطيني: التصعيد في غزة كان سيحدث عاجلًا أم آجلًا
وكأنها تقرر متى شاءت، وأين شاءت، أعلنت إسرائيل، من طرفها، فجر اليوم الثلاثاء، انتهاء وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة مع حركة حماس، منذ الـ19 من يناير الماضي، في وأد لجهود حثيثة بذلها الوسطاء الإقليميون على مدى أكثر من 13 شهرًا، متذرعةً في هذا السياق بحجج واهية.
وأعقب ذلك، إعلانها رسميًا إطلاق عملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم "العزة والسيف"، زاعمةً أنها تستهدف حركة حماس، إلا أن في الحقيقة، لا يتعدى الأمر كونه استهدافًا للمدنيين العزل في خيامهم ومنازلهم.
وسلكت إسرائيل مسلكها ذلك بدعم واضح من الولايات المتحدة الأمريكية، التي من المفترض أنها أحد ضامني اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم مع حركة حماس، غير أنها هي الأخرى تنصلت من التزاماتها في هذا الإطار.
وجاء استئناف الحرب ضد قطاع غزة بعد أن تنصلت إسرائيل أولًا من الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي بموجبها تنتهي الحرب، وما أعقب ذلك من الرغبة في تمديد المرحلة الأولى منه حتى انتهاء عيد "الفصح اليهودي"، وهو ما لم تقبل به حركة حماس.
التصعيد كان سيحدث عاجلًا أم آجلًا
وبدوره، يرى الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن هناك أسبابًا كثيرة للتصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وأنه كان سيحدث عاجلًا أم آجلًا، حيث إنه بالنسبة لإسرائيل، لم تكتمل أهداف حربها، وكانت تنتظر الفرصة لإتمام ذلك.
ويوضح الدكتور عبد المهدي مطاوع، في حديث لـ"دار الهلال"، أن إسرائيل تذرعت في ذلك بأن حركة حماس ترفض المقترحات المقدمة، في إطار المفاوضات المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار.
ويبيّن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستفيد عبر التصعيد في غزة بثلاثة أمور: أولاً، تماسك الحكومة الإسرائيلية عبر عودة إيتمار بن جفير إليها، وثانيًا، إقرار الموازنة لنهاية هذا الشهر، وثالثًا، الضغط أو المفاوضات تحت النار، لأنه يُعتقد أن ذلك الأمر، هو من سيجلب الرخاء.
وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني، أن بعد ذلك ستشرع إسرائيل في فرض رؤيتها هي والإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالحرب، خصوصًا فيما بتعلق بعدم وجود حركة حماس في الحكم ونزع السلاح.
وفي اعتقاده، فإن إسرائيل ستستغل هذين الأمرين لتهجير الفلسطينيين "تهجيرًا طوعيًا"، حيث إن الضغط العسكري سيؤدي إلى اختلال وتدمير ما تبقى في قطاع غزة، والحياة ستكون مستحيلة، وبالتالي، التفكير بـ"الهجرة الطوعية" سيزداد.
وأوضح "مطاوع"، أن الحل الوحيد للحفاظ على دماء الشعب الفلسطيني يكمن في انسحاب حركة حماس من المشهد، حيث أصبح من المؤكد أن لا المجتمع الدولي ولا أي قانون سيمنع إسرائيل من حربها على قطاع غزة، خصوصًا في ضوء الدعم الأمريكي المتواصل.
وشدد على أن هذا يوجب على حركة حماس أن تقبل بكل الشروط، بما يُجنب الشعب الفلسطيني مصيرًا مجهولًا، إضافة إلى العمل على إنجاح الخطة العربية، مؤكدًا في هذا الإطار، أن هذا هو المخرج الوحيد والأهم، في ظل عدم امتلاك الحركة أي أوراق لوقف العدوان الإسرائيلي.
ومنذ فجر الثلاثاء، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 404 شهداء، فضلًا عن 502 مصاب، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.