تحدث  المخرج كريم الشناوي في ورشة صحفية حضرها عدد من المتخصصين والمهتمين، ومن بينهم الكاتبة مريم نعوم، عن أحد أقوى المشاهد في مسلسل "لام شمسية"،  المشهد الذي يبرز لحظة اكتشاف شخصية أمينة خليل (زوجة الأب) لتحرش محمد شاهين (صديق الزوج) بيوسف، ابن زوجها، عُرض بتنفيذ متقن وحرفية عالية أثارت الإعجاب.

وأشار الشناوي في تصريحات صحفية له،  إلى أن العمل الذي جاء بتعاون بين مريم نعوم وفريق "ورشة سرد" كان مميزًا بشكل استثنائي، وقد اعتبر هذا المشهد تحديدًا دليلًا واقعيًا على قدرة الفن على التعبير العميق والتواصل الإنساني الفعّال لنقل الأحاسيس والسياقات الاجتماعية.

وأكد أن ما يميز هذا المشهد  هو تجنبه المطلق لأي شكل من أشكال الابتذال أو التقليل من احترام عقلية المشاهد. على العكس تمامًا، نجح في إيصال مشاعر الألم والخوف بطريقة مؤثرة دون الحاجة إلى الإفصاح الصريح أو الاعتماد على لقطات مباشرة، فهذه القوة التعبيرية جعلت المشهد يترك تأثيرًا نابعًا من الصدق الفني، لدرجة أنه قد يحرك دموع المشاهد بشكل عفوي.

وأكد كذلك أن المسلسل بمجمله يمثل حالة من التوازن بين عناصره المختلفة، بدءًا من التصوير والإخراج وصولًا إلى الأداء التمثيلي والحوار والسيناريو، كل تفصيل في العمل بدا وكأنه خضع لاهتمام دقيق وسعي حثيث لتقديمه بأعلى جودة.

وأشار المخرج إلى أن هذا العمل يعد ردًا عمليًا على من يشككون في قدرة الفن على إيصال رسائل مجتمعية عميقة. وعلى الرغم من أن ليس كل الإنتاجات الفنية تهدف بالضرورة إلى تقديم رسائل مباشرة، وأن الترفيه له أهمية كبيرة، إلا أن الفن عندما يُنفذ ببراعة ورؤية صادقة يصبح بحق وسيلة قوية للتوعية والتأثير المجتمعي.

واختتم حديثه، قائلا " قد تطالع مئات الكتب أو تحضر العديد من المحاضرات حول مواضيع كظاهرة التحرش بالأطفال، لكنك لن تتلقى شعور الضحية وتفاصيل معاناتها بنفس العمق الذي قد ينقله مشهد فني مدروس مثل هذا،  فعندما يُوظف الفن بالشكل المناسب، يكون قادرا على الوصول إلى القلوب بوضوح وتجربة إنسانية لا يمكن اختزالها في كلمات جافة أو وصف نظري.