رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ريشة وقلم| الكاتبة سماح أبو بكر عزت: رمضان يمنحني طاقة خاصة للكتابة وصفاءً ذهنيًا (19-30)

19-3-2025 | 16:53


سماح أبو بكر عزت

فاطمة اتلزهراء حمدي

يمثل شهر رمضان الكريم فرصة فريدة للتأمل والتجديد الروحي، وهو أيضًا مناسبة للتواصل الثقافي والفكري، في هذا الشهر المبارك، تتجلى القيم الإنسانية السامية من تسامح وتراحم، مما يُلهم الأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين للإبداع والتعبير بأساليبهم الفريدة، حيث تحمل تلك الحوارات طابعًا مميزًا، وتكشف عن رؤياهم الروحية وتأملاتهم الفكرية، ومن خلال تلك المناسبة تستعرض بوابة دار الهلال مجموعة من الحوارات مع مختلف الأدباء والشعراء والفنانين.

وفي السطور التالية نلتقي مع الكاتبة وسفيرة "حياة كريمة" للأطفال سماح أبو بكر عزت، وإليكم الحوار:

هل يؤثر شهر رمضان على طقوسك في الكتابة؟

بالعكس، أرى أن رمضان يشجع أكثر على العمل، وأعتبره شهرًا يمنحني طاقة خاصة وإحساسًا بالصفاء الذهني، هناك روحانيات وسلام نفسي أكبر، مما يجعلني أجد نفسي بين القراءة والكتابة، خاصة إن كنت أعمل على مشروع معين، أشعر دائمًا أن رمضان شهر مناسب جدًا لأن يقوم الإنسان بعمل شيء مميز.

ما هي الأماكن التي تفضلين الذهاب إليها في رمضان، مثل شارع المعز أو الحسين؟ وهل تشعرين بانها قد توحي لك بأفكار معينة خلال هذا الشهر؟

لا شك أن هذه الأماكن جميلة للغاية، لا سيما خلال شهر رمضان، حيث تتجلى فيها روح هذا الشهر وعبقه، فهي على مدار العام تحمل طابعًا من الألفة والسكينة والهدوء، إلا أن هذه الأجواء تصبح أكثر وضوحًا وتجسدًا في رمضان، نظرًا لارتباط هذه الأماكن بالممارسات الرمضانية منذ سنوات طويلة، وتتحول إلى مساحات تنبض بالبهجة والدفء والحميمية التي تجمع بين الناس. حتى موائد الإفطار هناك تخلق روابط بين أشخاص قد لا يعرفون بعضهم البعض، ولكنهم يفضلون مشاركة لحظة الإفطار معًا. لذا، تعد هذه الأماكن مميزة للغاية، لكن ارتباطها عندي يظل أقرب إلى طقوس رمضان وإحساسه، وليس بالضرورة بالعمل والكتابة.

هل تلهمك تلك الأماكن أفكارًا للكتابة؟

يعتمد ذلك على طبيعة الموضوع الذي أعمل عليه. فإذا كان متعلقًا بالتاريخ أو بطقوس رمضان، فإن هذه الأماكن تصبح مصدر إلهام حقيقي وتضيف الكثير إلى العمل.

هل تخصصك الأساسي في مجال أدب الأطفال أم هناك مجالات اخرى؟

أكتب في مجالات مختلفة، ولكن لدي اهتمام كبير بأدب الأطفال، كما أنني أعمل في مجال الترجمة، خاصة الكتب التي تتناول شخصيات معين، لذا، أتنوع في كتاباتي بين عدة مجالات.

هل اختلفت أجواء رمضان عن الماضي، خاصة بالنسبة للأطفال؟ بالفعل، في الماضي، كانت الأسرة تجتمع بكامل أفرادها لمشاهدة المسلسل في وقت واحد، مما خلق نوعًا من الحوار والتفاعل بين أفراد العائلة، أما اليوم، فبإمكان كل شخص مشاهدة المسلسل في وقت مختلف عن الآخر، مما قلل من هذه اللحظات الجماعية. في السابق، إذا كان المسلسل يُعرض في ساعة معينة، كان الجميع مضطرين لمتابعته في هذا الوقت، وإلا فاتهم، كان هذا الأمر يعزز الترابط الأسري، كنا نجتمع لمشاهدة أعمال مثل ليالي الحلمية أو فوازير نيللي، دون أن تكون لدينا رفاهية إعادة المشاهدة في أي وقت، أما اليوم، فقد أدى توافر المنصات إلى خلق حالة من الانفصال، حيث يشاهد كل شخص المحتوى الذي يريده في الوقت الذي يفضله.

هل تعتقدين أن الأعمال الدرامية المقدمة للأطفال كافية وتوفر لهم محتوى مفيد؟

للأسف، هذا العام أشعر بالحزن الشديد تجاه الأطفال، في رمضان 2024، كان هناك أعمال مثل يحيى وكنوز ونورا، الذي أشرفت عليه بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، بالإضافة إلى سر المسجد. كان هناك تنوع ملحوظ في المحتوى الموجه للأطفال. أما هذا العام، فلا يوجد أي عمل للأطفال، وهذا أمر محبط بالنسبة لهم.

هل الأعمال الدرامية في شهر رمضان، كافية بالنسبة للأطفال؟ دائمًا ما يُقال إن برامج وأعمال الأطفال غير مربحة، لكن الحقيقة هي أنه إذا تم الاهتمام بها وتوفير إمكانيات مناسبة لها، فقد تصبح وسيلة جذب كبيرة، ليس من الضروري أن يكون كل شيء مرتبطًا بالعائدات الإعلانية، فهناك أعمال يجب تنفيذها لهدف قومي، الأهم من المكاسب المادية هو بناء شخصية الطفل، وخلق بيئة ثقافية وترفيهية تناسبه، بدلاً من أن يتوجه إلى قنوات أخرى قد تقدم له محتوى غير مناسب، أتمنى أن يكون هناك وعي بهذه المسألة، وألا يكون معيار الإنتاج مقتصرًا فقط على مدى تحقيق الإعلانات للأرباح، حيث أصبح التركيز على الربح والعائد الإعلاني أكثر من الاهتمام بالرسالة التربوية والثقافية، وهذا ما يثير القلق والحزن.

بصفتكِ سفيرة "حياة كريمة" للأطفال، كيف ترين تأثير القصص والأعمال الفنية على الأطفال؟

من خلال عملي في "حياة كريمة"، أتجول كثيرًا في القرى وأقابل الأطفال، وأرى مدى تأثير القصص والمسلسلات عليهم، الطفل يتأثر بشدة بأي قصة يسمعها أو يشاهدها، وهذه القصص تشكل جزءًا من وعيه وشخصيته. لهذا السبب، من الضروري أن نقدم أعمالًا مناسبة تعكس بيئته، بدلاً من أن يذهب إلى قنوات قد تقدم له محتوى غير مناسب.

هل هناك أعمال جديدة تعملين عليها حاليًا؟

نعم، أعمل على سلسلة جديدة بعنوان حلم بين اثنين، والتي صدر منها الجزء الأول في معرض الكتاب، تتناول السلسلة قصص شخصيات حقيقية نجحت في تحقيق أحلامها، سواء كانوا أصدقاء، أو زوجين، أو شركاء في اختراع أو اكتشاف، هذه السلسلة موجهة للفئة العمرية من 10 إلى 12 عامًا. أيضًا، أعمل على قصص أخرى للأطفال الصغار، وهي في مراحل الرسم حاليًا، وبعضها سيصدر قريبًا.