بعد تناول قضية التحرش بالأطفال في "لام شمسية".. أخصائية توضح علاماته وطرق التعامل معه| خاص
بعد أن طرح مسلسل "لام شمسة" واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية حساسية وخطورة، وهي التحرش بالأطفال، من خلال حبكة درامية تجمع بين التوعية والتأثير العاطفي العميق، نستعرض في السطور التالية مع أخصائية أهم الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر على الطفل الضحية، والتي يجب أن تنتبه لها الأم، وطرق لدعم الصغير نفسيًا.
ومن جهتها أكدت الدكتورة مروة الشريف، أخصائي نفسي إكلينكي، ومحاضر بجامعة طنطا، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن التحرش بالأطفال يترك جرح نفسي صامت وعميق لدى الطفل قد يستمر مدى الحياة، وهناك علامات تشير إلى تعرض الصغير للتحرش الجنسي، والتي تختلف من طفل لآخر حسب عمره وشخصيته وشدة التجربة التي مر بها، ويمكن تقسيمها كالاتي:

العلامات السلوكية والتي تشمل:
-تغير مفاجئ في السلوك، حيث يصبح الطفل أكثر انعزالًا، خجولًا أو عدوانيًا بشكل غير معتاد.
-الخوف من أشخاص معينين أو أماكن محددة، حيث قد يرفض الطفل الذهاب إلى مكان ما أو البقاء مع شخص معين دون سبب واضح.
-اضطرابات النوم، مثل الكوابيس المتكررة، التبول اللاإرادي، أو صعوبة النوم بسبب الخوف.
-تغيرات في عادات الطعام، فقد يحدث فقدان الشهية المفاجئ أو الإفراط في تناول الطعام.
-تصرفات جنسية غير مناسبة لعمره، كاستخدام ألفاظ غير ملائمة أو القيام بسلوكيات جنسية غير معتادة عند الأطفال.
-محاولات الهروب من المنزل أو المدرسة، فقد تظهر لدى الأطفال الأكبر سنًا كرد فعل على التحرش.
العلامات الجسدية وتشمل:
-وجود كدمات أو جروح في مناطق حساسة دون تفسير واضح.
-ألم أو احمرار في المناطق التناسلية أو نزيف، أو صعوبة في المشي أو الجلوس.
- عدوى متكررة أو غير مبررة في المنطقة التناسلية.
العلامات النفسية ومنها ما يلي:
-الشعور بالذنب أو الخجل المفرط، حيث قد يشعر الطفل أنه مخطئ أو مذنب دون سبب واضح.
-نوبات غضب أو انفعالات غير مبررة، فقد يعبر الطفل عن مشاعره بطريقة مفاجئة وغير متوقعة.
-انخفاض مفاجئ في الأداء الدراسي أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا.
-حديث متكرر عن الموت أو إيذاء النفس عند الأطفال الأكبر سنًا.
وأضافت أن هناك بعض الاختلافات السلوكية والجسدية بين البنات والأولاد، ومنها:
بالنسبة للبنات، فقد قد يظهرن خجلًا زائدًا أو خوفًا من التعامل مع الذكور، ويكونوا أكثر عرضة للانسحاب الاجتماعي والانطواء، ولديهن زيادة في التصرفات الرقيقة أو الطفولية مثل التحدث بصوت ناعم جدًا أو التمسك بالأم بشكل زائد، وقد يعانين من اضطرابات في صورة الجسد أو يبدأ لديهن خوف من النمو الجسدي مثل رفض البلوغ، و يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية إذا كنّ في سن البلوغ، والتهابات متكررة أو آلام غير مبررة في المناطق الحساسة، ومشاكل في الأكل مثل فقدان الشهية أو اضطرابات الأكل نتيجة الشعور بالخجل من الجسد، ويكونوا أكثر عرضة للشعور بالذنب والعار، والخوف من إخبار أي شخص بما حدث.
أما الأولاد، قد يصبحون أكثر عدوانية أو متمردين، وقد يظهرون سلوكيات عنيفة مفاجئة، ويمكن أن ينخرطوا في سلوكيات خطرة مثل التدخين، العنف، أو محاولات الهروب من المنزل، وأحيانًا يظهرون اهتمامًا زائدًا بالقوة أو يحاولون الظهور كـ "أقوياء" لإخفاء شعورهم بالضعف، وقد يعبرون عن تجربتهم من خلال لعبهم العنيف أو رسمهم لمشاهد غير مناسبة، وقد يواجهون مشاكل في التبول أو التبرز بسبب الإصابات الجسدية المحتملة، ويكون لديهم آلام في العضلات أو توتر جسدي مستمر، قد يحاولون إخفاء الإصابات أو الكدمات إذا تعرضوا للتحرش بعنف، وقد يشعرون بالغضب والإنكار، وغالبًا يحاولون التصرف وكأن شيئًا لم يحدث، لأنهم تربوا على أن "الرجل لا يُؤذى".
وأكدت الشريف، أن كلا الجنسين معرضون لخطر الاكتئاب، القلق، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ولكن البنات قد يظهرن الحزن بشكل واضح، بينما الأولاد قد يعبرون عنه بالعدوانية أو التصرفات المتهور، والفتيات أكثر عرضة للإفصاح عن التحرش، خاصة إذا شعرن بالأمان والدعم، أما البنين يميلون إلى كتمان الأمر، بسبب الخوف من الوصمة أو الاعتقاد بأن الاعتراف قد يقلل من رجولتهم، خاصة إذا كان المعتدي ذكرًا.
وأشارت أخصائي نفسي إكلينيكي، أن هناك طرق صحية وإيجابية للتعامل مع الطفل عند ظهور تلك العلامات، بشكل يمثل دعم له، ومنها ما يلي:
-الاستماع للطفل دون لوم أو ترهيب، وطمأنته أنك تصدقه وتريد مساعدته.
-عدم إجباره على التحدث إن لم يكن مستعدًا، وبدلًا من ذلك، إظهار الأمان والدعم.
-اللجوء إلى مختص نفسي فورًا لتقييم الوضع ومساعدة الطفل بطريقة مهنية وآمنة، حيث أن الدعم النفسي والاستجابة المبكرة يساعدان الطفل على تجاوز الصدمة واستعادة شعوره بالأمان والثقة في المجتمع.
-إبلاغ الجهات المختصة لحماية الطفل إذا كان هناك اشتباه قوي أو دليل واضح على التحرش.
- وبالنسبة للفتيات، فلابد من طمأنتها بأنها ليست مذنبة، وتشجيعها على التعبير عن مشاعرها دون خوف، ومع البنين تجنب التقليل من مشاعرهم أو مطالبتهم “بتحمل الأمر”، بل طمأنتهم أن من حقهم الشعور بالخوف أو الحزن.
-لابد من توفير بيئة داعمة وآمنة، تعليم الضحية كيفية التعبير عن مشاعره من خلال الرسم أو الكتابة أو اللعب العلاجي، لتعزيز ثقته بنفسه.
- توعية الأبناء بأساليب الحماية الشخصية، وتعليمهم كيفية التمييز بين اللمسات المقبولة وغير المقبولة وطلب المساعدة عند الضرورة.