رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


استمرار المجازر مع بدء عملية برية.. مُحصلة اليوم الثاني من استئناف العدوان على غزة

19-3-2025 | 22:26


غزة

محمود غانم

في اليوم الثاني لاستئناف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية هناك، تُمثل انقلابًا تمامًا على ما بقي من مكاسب اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أغلق أجزاء من شارع صلاح الدين في منطقة نتساريم، الذي سبق أن انسحب منها.  

وبالتزامن، استمرت المجازر الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة، وسط كارثة إنسانية يتعايشون تحت وطأتها، جراء إغلاق المعابر، وتوقف التبرعات الخيرية، وانقطاع المساعدات الإنسانية.

 

إبادة غزة

استمرت الغارات الإسرائيلية بوتيرتها الدموية ضد المدنيين العزل في منازلهم وخيامهم في القطاع الفلسطيني، مخلفةً العشرات بين قتيل وجريح.

وعلى أثر ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء، إلى 436 شهيدًا، فضلًا عن 678 مصابًا، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأربعاء.  

وبهؤلاء، ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 49,547 شهيدًا، و112,719 مصابًا، بحسب المصدر ذاته.  

وتفصيلًا لذلك، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب عشرات المجازر على مستوى قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء، وذلك من خلال القصف الجوي المكثف لمنازل المواطنين الآمنين، حيث أوقع أكثر من 436 شهيدًا ممن وصلوا إلى المستشفيات.

وبحسب المكتب، فإن من بين إجمالي الشهداء جرى توثيق وجود 183 من فئة الأطفال، و94 من فئة النساء، و34 من فئة المسنين، و125 من فئة الرجال، كاشفًا أن نسبة الضحايا الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع من فئات الأطفال والنساء والمسنين بلغ 71 بالمائة من المحصلة الإجمالية.

وأردف مؤكدًا أن تلك المعطيات تشير إلى "نية الاحتلال المبيتة لاستكمال جريمة الإبادة الجماعية بحق فلسطينيي غزة"، المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

في سياق منفصل، أفاد مكتب الإعلام، بأن قطاع غزة دخل رسميًا أولى مراحل المجاعة، بعد أن فقد قرابة مليوني إنسان أمنهم الغذائي بالكامل، وذلك في ظل كارثة إنسانية يعيشها الأهالي هناك، وسط إغلاق المعابر وتوقف التكيات الخيرية وانقطاع المساعدات الإنسانية.

ومنذ الثاني من شهر مارس الجاري، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متذرعًا بحجج واهية.

وسلط مكتب الإعلام الضوء على أن الأسواق في قطاع غزة أصبحت تخلو من المواد الغذائية الأساسية جراء إغلاق المعابر، ما أدى إلى حرمان أبناء شعبنا الفلسطيني من أبسط مقومات الحياة.

ونوه في ذات الوقت إلى أن عشرات المخابز توقفت عن العمل نتيجة منع إدخال الوقود وتشديد الحصار، ما أسفر عن انخفاض كميات الخبز المتوفرة للفلسطيني القطاع، فضلًا عن تفاقم معاناة المدنيين الذين يواجهون شبح الجوع.

كذلك أضاف المكتب، أن العشرات من آبار المياه توقفت عن العمل، ما فاقم أزمة العطش في القطاع، محذرًا في هذا السياق من "خطر حقيقي" يواجه الفلسطينيين، جراء عدم توفر مياه صالحة للاستهلاك البشري.

كما حذر من انهيار مقومات الحياة بشكل كامل في قطاع غزة، في غضون الأيام القادمة، في حال لم يتوقف العدوان الإسرائيلي، ولم يتم فتح المعابر فورًا.

 

توغل بري

ميدانيًا، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية وسط قطاع غزة وجنوبه، لما قال إنه يأتي في سياق توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه، وفق ما جاء في بيان صادر عنه، أشار فيه إلى أنه عاود مجددًا السيطرة على وسط محور "نتساريم" الفاصل بين الشمال والجنوب.

وفي المقابل، اعتبرت حركة حماس، الإجراءات الإسرائيلية تلك، انقلابًا تامًا على اتفاق وقف إطلاق النار، وإمعانًا في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها.

وشددت حماس، أن غزة تتعرض لإبادة جماعية، وحصار وتجويع دون حرمة لشهر رمضان الفضيل، أو مراعاة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.

في سياق متصل، حملت حركة حماس، "الإدارة الأمريكية مسؤولية مباشرة عن الدماء البريئة التي تُراق في قطاع غزة، ومن بينها قرابة 200 طفل و100 امرأة، قتلتهم آلة الإرهاب والاحتلال الإسرائيلي، بدعم سياسي وتسليحي من واشنطن"، وفق قولها.

واستئنفت إسرائيل حربها ضد قطاع غزة، بعد مشاروات أجرتها مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص، التي منحتها ضوء أخضر، رغم أنها من المفترض أنها أحد ضامني اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة، في يناير الماضي.

وفي الإطار ذاته، بعث وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، برسائل تهديدية إلى قطاع غزة، متوعدًا بأن القادم سيكون أسوأ، وأن المجازر التي ارتكبت منذ فجر الثلاثاء هي مجرد بداية.

وضمن ذلك، قال كاتس، إنه "مجددًا سيبدأ إجلاء الفلسطينيين من مناطق القتال في غزة"، وذلك على نفس النحو الحاصل منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.

ومن جانبها، اعتبرت حركة حماس، تصريحات كاتس هذه، تكشف عن عمق الأزمة التي تعيشها حكومة بنيامين نتنياهو، لكنها لن تُضعف عزيمة الشعب الفلسطيني، ولن تؤثر على تمسّكه بأرضه وحقوقه الوطنية.

وأكدت أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا في أرضه، متشبثًا بحقوقه، وسيفشل كل محاولات التهجير القسري أو الطوعي، متابعة: "لا هجرة إلا إلى القدس".

 

 

المواقف الدولية

على الصعيد الدولي، دعت الدول العربية، الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها إحدى الدول الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، للضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بهدف التوقف عن انتهاك وقف إطلاق النار، وتنفيذ جميع مراحله، والذي نتج عن الوساطة المصرية القطرية الأمريكية، والعودة فورا لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة منه.

كما دعت الدول العربية -وفق ما جاء في قرار ختامي لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة- إلى انسحاب إسرائيل من جميع مناطق قطاع غزة، وفك الحصار عنه، بشكل يضمن النفاذ الأمن غير المشروط والكافي والآني للمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية دون إعاقة، وتوزيع تلك المساعدات بجميع أنحاء القطاع، وتسهيل عودة أهالي القطاع إلى مناطقهم وديارهم.

ومن جهتها، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن هناك خطة مؤقتة من شأنها تمديد وقف إطلاق النار في غزة لا تزال على الطاولة، في إشارة إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.