مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان، يبدأ المسلمون في أداء عبادة الاعتكاف، الذي هو سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، وفي هذا السياق، أجاب الأزهر عن مجموعة من الأسئلة الفقهية التي تشغل الصائمين في هذا الخصوص.

ما هو الاعتكاف وكيف يكون؟

أجاب الأزهر، بأن الاعتكاف هو اللبث في المسجد الذي تُقام فيه الجماعة بنية الاعتكاف، ويحصل بالإقامة في المسجد زمنًا يسمى عكوفًا أو اعتكافًا، ويسن لداخل المسجد أن ينوي الاعتكاف ما دام فيه.

ما حكم الاعتكاف في رمضان؟

يوضح الأزهر، أن الاعتكاف في الأصل سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، وقد ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة؛ قال تعالى:{وَلَا تُبَشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (البقرة: 187)، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يداوم عليه في العشر الأواخر من رمضان، ولم يتركه حتى لحق بالرفيق الأعلى؛ ففي الحديث المتفق عليه أن عبد الله بن عمر قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ»، وفي رواية أم المؤمنين عائشة: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ» (139)، ثم اعتكف أزواجه من بعده.

وأكد الأزهر في فتواه، أن على ذلك إجماع علماء الأمه منذ وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا، ولم ينكره أحد، ويسن الاعتكاف في رمضان، وفي العشر الأواخر منه آكد رجاء موافقة ليلة القدر.

ما أقل مقدار للاعتكاف؟.. وهل يمكن أن أعتكف وقتًا قصيرًا أم أنه لا بد من اعتكاف عدة أيام؟

قال الأزهر، إن الاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله -تعالى-، سواء كانت المدة طويلة أو قصيرة، ويجوز الاعتكاف في أي وقت، ولا يختص بوقت معين من العام، لأنه لم يرد في ذلك ما يدل على التحديد لا بيوم ولا بيومين ولا بما هو أكثر من ذلك، وهو عبادة مشروعة، إلا إذا نذره صار واجبًا بالنذر، وهو في المرأة والرجل سواء، ويستحب في رمضان تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة في العشر الأواخر.

متى يخرج المعتكف من معتكفه؟

يوضح الأزهر، أن المعتكف يخرج إذا انتهى رمضان، الذي ينتهي بغروب شمس ليلة العيد، فإذا غربت الشمس ليلة العيد انتهى وقت الاعتكاف، سواء تم الشهر أو نقص، وله أن يمكث ليلة العيد في المسجد حتى يصلي فيه صلاة العيد، أو يخرج منه إلى المصلى لصلاة العيد، وفي حين نوى الاعتكاف يوم وليلة، يدخل معتكفه قبل غروب الشمس.