باحث سياسي لبناني لـ«دار الهلال»: إسرائيل تحاول إخضاع المنطقة عبر القوة الغاشمة تنفيذًا لاستراتيجية أمريكية
لا يتوقف التصعيد الإسرائيلي عند حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل يمتد تارةً إلى سوريا، وتارةً أخرى إلى لبنان، في انتهاك صارخ لسيادة هذين البلدين العربيين، وفي ذات الوقت، خرقًا لاتفاقيات قائمة من المفترض أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تضمنها.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال شنَّ أكثر من 200 غارة على أهداف في سوريا ولبنان وقطاع غزة خلال يومي الجمعة والسبت الفائتين.
ومع توسع الهجمات الإسرائيلية الحاصلة بدعم لا محدود أمريكيًا، تُثار الكثير من التساؤلات والتكهنات حول الغاية التي تستهدفها الحكومة العبرية من وراء هذا التصعيد، الذي قد يُجرّ المنطقة بأكملها إلى الهاوية.
"دار الهلال" في هذا السياق، حاورت الدكتور توفيق شومان، الباحث السياسي اللبناني، الذي يعتقد أن هذه الحروب الثلاثة التي تخوضها إسرائيل، تندرج ضمن رؤية أمريكية عنوانها فرض السلام والتطبيع على المنطقة عبر القوة الغاشمة.
حرب مفتوحة
يرى الدكتور توفيق شومان، الباحث السياسي اللبناني، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تبدو في طريقها نحو حرب مفتوحة على قطاع غزة ولبنان وسوريا.

ويوضح الدكتور توفيق شومان، في حديث لـ"دار الهلال"، أنه بعد أن أسقطت الحكومة الإسرائيلية كل المبادرات التي رعاها الوسيطان المصري والقطري، استأنفت عدوانها الواسع على قطاع غزة، وبالطريقة نفسها التي كانت قبل الـ19 من يناير الماضي، حين جرى التوافق على وقف النار على مراحل ثلاث.
وأضاف شومان، أن حكومة بنيامين نتنياهو، ومن خلال عدوانها الواسع على القطاع الفلسطيني، عادت لتطرح مشروع فصل القطاع عن جنوبه ومنع عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، حيث إنها تريد من ذلك فرض شرط واحد، وهو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس من دون أن تلتزم هي بوقف إطلاق النار.
ويؤكد في حديثه، أن ذلك يجري بغطاء أمريكي كامل، قبل أن يوضح، أن هذا ما ينسحب على لبنان، ولم يكن العدوان الإسرائيلي الأخير يوم أمس السبت سوى تعبير عن اتجاه إسرائيلي للتفاوض بالنار، وفرض وقائع القوة على لبنان، عنوانها "التطبيع" مع إسرائيل من خلال عدوان واسع يمكن توصيفه بـ"حرب التطويع بهدف التطبيع".
وبيّن أن هذه الحرب هي نفسها التي تشنها إسرائيل على سوريا، مستندة إلى اعتداءات شبه يومية تصل أحيانًا إلى 50 غارة، بالرغم من أن دمشق الجديدة أعلنت أكثر من مرة بأنها ليست بصدد خوض الحرب مع أي طرف، وفي الوقت نفسه، لا تشهد الحدود السورية مع فلسطين المحتلة أي نوع من التهديد للأمن الإسرائيلي.
ومع ذلك، فإن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لا تتوقف، بحسب الباحث اللبناني، الذي أوضح أن إسرائيل من خلال هذه الاعتداءات تريد تدمير أي عنصر قوة مستقبلية لسوريا، وجلبها إلى التطبيع عن طريق القوة العسكرية والتطويع.
وفي ختام حديثه، يؤكد أن هذه الحروب الثلاثة التي تخوضها إسرائيل على غزة ولبنان وسوريا، مندرجة ضمن رؤية أمريكية عنوانها فرض السلام والتطبيع على المنطقة عبر القوة الغاشمة، ولذلك من غير المستبعد أن تستمر هذه الحروب، بأشكال مختلفة، على الأقل طوال المدى القريب، مستندًا هنا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو أعلنت قبل ثلاثة أسابيع عن استدعاء 400 ألف جندي من الاحتياط، وفقًا له.