رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ما بين مزاعم نتنياهو وحديث حماس.. هل هناك بوادر انفراجة في غزة؟

26-3-2025 | 15:27


غزة

محمود غانم

بات من المؤكد أن إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمر شديد الصعوبة، خاصة في ظل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أشار فيها إلى عزم بلاده على ضم أراضٍ من القطاع الفلسطيني إليها، وهو ما ينسجم مع مخططات التهجير التي تعمل على إنفاذها.

وأمام "الكنيست" الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، مهددًا حركة حماس، إنه كلما استمرت في رفض إطلاق سراح المحتجزين لديها، سنزيد من ممارسة الضغط العسكري، بما يشمل الاستيلاء على الأراضي، في إشارة واضحة إلى عزم بلاده ضم أراضٍ من القطاع الفلسطيني، الذي يعاني أهله، إذ يُعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم. 

وأكد نتنياهو، أن بلاده عازمة على تحقيق كل أهداف الحرب، والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإعادة المحتجزين لديها.

وفي المقابل، تؤكد حركة حماس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يكذب على أهالي الأسرى حين يزعم أن الخيار العسكري قادر على إعادتهم أحياء، مشيرة إلى أنه كلما جرب استعادة أسراه بالقوة، عاد بهم قتلى في توابيت.

وأكدت أن فصائل "المقاومة الفلسطينية" تبذل كل ما في وسعها للمحافظة على الأسرى الإسرائيليين أحياء، لكن القصف الإسرائيلي العشوائي يعرض حياتهم للخطر

نتنياهو يتحمل المسؤولية

وتقول حركة حماس، إن العودة الإسرائيلية للحرب في قطاع غزة، كان قرارًا مبيتًا له بغرض إفشال اتفاق وقف إطلاق النار، والرضوخ لابتزاز وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير.

وحملت حركة حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن إفشال اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة في هذا السياق، أن على المجتمع الدولي والوسطاء الضغط لإلزامه بوقف العدوان والعودة لمسار المفاوضات.

غير أن الإعلام العبري يؤكد أنه إنه لا مقترحات جديدة حاليًا ولا مفاوضات بخصوص غزة، حيث يستعد الجيش للمرحلة التالية من عمليته في القطاع.

وقال مصدر إسرائيلي رسمي لصحيفة "معاريف" العبرية، إن المرحلة التالية من العمل العسكري، ترمي إلى زيادة الضغط على حركة حماس، ودفع كبار قادتها إلى إبداء مرونة والموافقة على مناقشة الخطة التي اقترحها المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف.

بينما أكد مصدر إسرائيلي آخر لـ"معاريف"، أن بلاده غير مستعد للقبول بخطة أقل من مقترح المبعوث الأمريكي.

ومقترح المبعوث الأمريكي ينص -حسب إعلام عبري- على أن تطلق حركة حماس 10 أسرى إسرائيليين، مقابل 50 يومًا من وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية، وبدء مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق.

واستأنفت إسرائيل حربها ضد قطاع غزة، بدعم أمريكي، قبل أن ترد حركة حماس بشكل رسمي على مقترح "ويتكوف" الذي يتعارض بشكل عام مع بنود مقترح اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليها. 

وبينما تذرعت إسرائيل بملف المحتجزين لاستئناف الحرب ضد قطاع غزة، فإن بنود المرحلة الثانية من الاتفاق التي تنصلت منها، يفرج بموجبها عن كافة الأسرى لدى حركة حماس، كما تنتهي حالة الحرب، وهو ما لم تستجب له، حيث تتمسك بمواصلة الحرب.

وفي الأثناء، يواصل الوسطاء الإقليميون (مصر وقطر) من جانبهم العمل على تثبيت وقف إطلاق النار والعودة إلى اتفاق 19 يناير الماضي، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، بما يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى قطاع غزة.

وفي فجر الـ18 من مارس 2025، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المبرم مع حركة حماس، بواسطة مصرية قطرية أمريكية، حيث أعلنت عن إطلاق عملية عسكرية هناك تأتي في سياق استكمال مسلسل إبادة الشعب الفلسطيني، الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ استئنافها الحرب في التاريخ المُشار إليه عن استشهاد 830 فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة 1.787 آخرين.

وبهؤلاء، ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50.183 شهيدًا، و113.828 مصابًا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.