"لام شمسية" يثير الجدل حول التوصيف القانوني لجريمة هتك عرض الطفل في القانون المصري
أثار مسلسل "لام شمسية" الذي يذاع حاليًا في موسم دراما رمضان، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الجمهور عن التوصيف القانوني الدقيق للجريمة التي تناولها العمل الدرامي، وبينما اعتبرها البعض تحرشًا، يؤكد القانون المصري أنها تُصنَّف كجريمة هتك عرض وفقًا لقانون الطفل.
الفرق بين التحرش وهتك العرض
يُعد التحرش جريمة تقع عادة بين البالغين، وتشمل أفعالًا أو أقوالًا ذات طبيعة جنسية غير لائقة، وإذا تطور الأمر إلى لمس غير مشروع للمناطق الحساسة، فقد يُصنَّف كهتك عرض أو اغتصاب، أما هتك العرض، فيختلف تمامًا، إذ يشمل أي ملامسة غير مشروعة لجسد الطفل أو مناطقه الحساسة، وتُعتبر هذه الجريمة أكثر خطورة لأن جسد الطفل يتمتع بحماية قانونية خاصة.
ولا يعترف القانون المصري برضا الطفل في مثل هذه الجرائم، لأنه لا يملك الوعي أو النضج الكافي لفهم طبيعة ما يتعرض له، وقد يحمل الطفل مشاعر مختلطة تجاه الجاني، خاصة إذا كان من المقربين أو أصحاب السلطة عليه، مما يزيد من تعقيد القضية ويبرز أهمية التشدد في العقوبات القانونية.
عقوبة هتك عرض الطفل
تتراوح عقوبة هتك العرض بين 7 إلى 15 عامًا من السجن، وتُشدد العقوبة إذا كان الجاني يمتلك سلطة على الطفل، مثل الأب أو المدرس أو أي شخص يُفترض به توفير الحماية والرعاية للطفل.
عند تعرض الطفل لجريمة هتك عرض، يجب اتخاذ إجراءات قانونية فورية، مثل الإبلاغ عبر خط نجدة الطفل (16000) أو تقديم بلاغ إلكتروني للنائب العام، بالإضافة إلى تحرير محضر رسمي في قسم الشرطة المختص، ومن الضروري أيضًا حفظ الأدلة مثل الملابس دون غسلها، لتقديمها للنيابة العامة، إلى جانب تقديم دعم نفسي وقانوني للطفل لمساعدته على تجاوز الآثار النفسية لهذه الجريمة.
جدير بالذكر، أننا شهدنا في السنوات الأخيرة تزايدًا في جرائم الاعتداء على الأطفال، ومن بين القضايا التي أثارت الرأي العام قضية طفلة المعادي، الطفلة جانيت السودانية، وواقعة مدرسة المصرية للغات، فهذه الأحداث تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتشديد العقوبات وتعزيز الوعي المجتمعي لحماية الأطفال من هذه الجرائم البشعة.