رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وافدو مدينة البعوث الإسلامية: لا نشعر بغربة.. ورمضان فى مصر «حاجة تانية»

27-3-2025 | 15:12


.

تقرير: أميرة صلاح-عدسة:نسمة السهيتى

أيام وليالى رمضان تحمل روحانية خاصة وأجواءً احتفالية تميز كل بلد بطابعه الفريد، حيث تتزين الشوارع، وتُضاء المساجد، وتتنوع موائد الإفطار، لكن فى مصر، وتحديدًا داخل أسوار مدينة البعوث الإسلامية، يكتسب الشهر الكريم بعدًا مختلفًا، إذ تجتمع ثقافات أكثر من 100 دولة فى مكان واحد، ليعيش الطلاب الوافدون للدراسة فى الأزهر تجربة رمضانية فريدة تجمع بين أصالة بلدانهم ودفء الأجواء المصرية.

 

 

عبدالله إدريس عبدالله، من نيجيريا، قال إن العائلة فى نيجيريا تجتمع لتناول الإفطار معًا، وهذا يشبه العادات المصرية أيضًا، لكن أغلب النيجيريين يفطرون بعد صلاة المغرب أو التراويح، ويتناولون الطعمية، ونفطر أيضًا بأكلة أشبه بالمهلبية وغيرها من الطعام الخفيف». ويضيف: «من العادات المشتركة أيضًا بين مصر ونيجيريا الإفطار الجماعي، فلدينا فى نيجيريا بعض مجالس عامة فى الميادين التى تُحيا فى رمضان، وعبر التسع سنوات التى أقمتها فى مصر، رأيت موائد الرحمن فى أغلب الشوارع المصرية أمام الجوامع وأمام البيوت وفى الميادين، وهذا يشابه تقريبًا ما يحدث فى نيجيريا، ولعل أشهر الأكلات التى يحرص النيجيريون على تناولها «الدويا» وهو طبق يعد من اللحم والأرز والقمح، وبجانبه تقدم سلطة أدنجى.

ويتابع: «لدينا أيضًا المسحراتى الذى يحرص على إيقاظ الناس قبل السحور.. هناك العديد من العادات الجميلة التى ينفرد بها شهر رمضان ننتظرها كل عام». أما عن يوميات «عبدالله» فى مدينة البعوث، فيقول إن الطلاب النيجيريين يحرصون على التجمع للإفطار معًا، وأحيانًا يفطرون مع الطلاب الآخرين، فنحن فى مدينة البعوث نشعر جميعًا كأننا أسرة واحدة.

محمد مدثر، من دولة باكستان، يؤكد أن «رمضان فى بلاده ذو طابع خاص ومميز، حيث تمتزج فيه الروحانيات الدينية بالعادات والتقاليد، ومن أبرز العادات الباكستانية الإفطار الجماعى الذى يكون عادة داخل المساجد، حيث يحضر جميع أفراد الأسرة والأطفال، وتقوم الأسر بإرسال الأطعمة إلى المساجد، فهم يحرصون على تعزيز روح التكافل الاجتماعي. ومن أبرز الأطعمة وجبة البريانى التى تعد عنصرًا أساسيًا على موائد الإفطار فى باكستان».

يعبر «مدثر» عن سعادته البالغة لحضور شهر رمضان فى مصر، قائلًا: «رغم أننى بعيد عن أهلى والأقارب، إلا أننى أفطر مع طلاب من باكستان وأشعر أنى وسط أهلي، وبالفعل رمضان فى مصر مميز جدًا».

ويلفت محمد أيسر، من غزة، إلى أن رمضان فى مصر مشابه كثيرًا لرمضان فى غزة، فيضيف: «تجتمع العائلة كاملة على مائدة الإفطار، ومن أشهر الأكلات التى نحرص على تناولها المقلوبة وهى تحتوى على الأرز والخضراوات واللحوم، وممكن دجاج، ويمكن تحضيرها بدون أى لحم، والمشاوى والقدرة تكون من اللحم مطبوخ مع الأرز فى مرق مع حمص، والمسخن والمفتول والفتة الغزاوية وغيرها من الأكلات، أما فى السحور فنحرص على الوجبات الخفيفة مثل اللبنة والجبنة والمربى، ومع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان نبدأ بالاحتفال بقدوم العيد، فنسهر احتفالًا من بعد صلاة التراويح حتى صلاة الفجر».

ومن اليمن تحدث خالد أمين حسين، قائلًا: «رمضان فى اليمن له خصوصية، يتم فيه اتحاد العائلات، كل منطقة بها مسجد يتم تزيينه ويتم فيه يوميًا إفطار جماعى لأهالى المنطقة، فكل أسرة تأتى بطعامها وتقوم بتوزيعه على الجميع، وبعد الإفطار نصلى التراويح ونتلو القرآن».

ويضيف «أمين»: هناك العديد من الوجبات التى يحرص اليمنيون على وجودها على المائدة الرمضانية منها «اللحوح» واللبن، و«الشفوت» و«شوربة العتر»، ويُضاف إلى ما سبق مرق اللحوم أو الدجاج، وهناك أيضًا الأرز مع لحم المندى أو المضغوط أو الحينذ، ومن المشروبات «القديد» وهو المشمش الذى يُجفف بالشمس حتى يصبح يابسًا، ثم يوضع فى الماء نصف يوم مع السكر، وينبغى شربه فى نفس اليوم الذى يُجهز فيه؛ لأنه إذا ترك فترة طويلة يتخمر ويصبح فاسدًا.

فوسفيتو فامبايون، من إندونيسيا، تروى أن رمضان فى إندونيسيا له مذاق خاص ومميز، فهو روحانى قائم على كثرة العبادات والطاعات، حيث يبدأ الشباب قبل استقبال الشهر الكريم بتقديم عناية خاصة للمساجد، كما يقوم الأهالى بتنظيف البيوت ابتهاجًا وفرحة بقدوم هذا الشهر العظيم.

فيما تقول حفصة نور صافية هارون، من إندونيسيا، إن أجواء رمضان فى بلدها تكون روحانية أكثر، وفى عيد الفطر يجتمع أهالى المنطقة للصلاة معًا، ثم تفتح أبواب البيوت جميعًا وتستعد لاستقبال الجيران والأقارب والأصحاب.

أما طاهر آن، من السنغال، فيوضح: «إننا فى السنغال تقيم العائلات جميعًا فى بيت كبير، ويتجمعون على مائدة فى رمضان، ومن أشهر الوجبات التى تجدها على مائدة فى السنغال هى البامية مع اللحم كشوربة، فيما يحرص الشباب السنغاليون على العبادة والطاعة وحضور مجالس العلم المنتشرة فى جميع مساجد البلاد».

«رمضان فى مصر حاجة تانية».. هكذا عبر «آن» عن إعجابه بالأجواء الرمضانية فى مصر.