رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


طهران تحت الضغط.. إيران تفضل الدبلوماسية أمام التهديدات الأمريكية

4-4-2025 | 12:55


طهران

محمود غانم

لا يرفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يديه عن طهران حتى يضرب مرة أخرى، تنفيذًا لسياسة الضغط الأقصى التي يمارسها ضدها، ضمن رغبة بلاده في إحجام تطور البرنامج النووي الإيراني، الذي تفيد تقارير بأنه لا يفصله إلا أمد قصير حتى يكون قادرًا على صناعة قنبلة نووية.

وتريد الولايات المتحدة الأمريكية، التي سبق أن تنصلت في ولاية دونالد ترامب الأولى من اتفاق نووي يجمعها مع إيران، أن تخضع البلاد الآسيوية إلى مفاوضات جديدة تُفضي إلى إبرام اتفاق في هذا الخصوص.

خيار عسكري

وفي غضون ذلك، يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بفرض عقوبات إضافية عليها إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، بل وأحيانًا يؤكد أنه قد يستخدم القوة العسكرية.

وهذا الأسبوع، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها عززت قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط بمزيد من الطائرات الحربية، فيما يعتقد أنه تحضير فعلي لاختيار الرئيس دونالد ترامب تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران.

ويقول مراقبون، إن الهجمات التي تشنُّها الولايات المتحدة بأمر من الرئيس دونالد ترامب ضد جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، ما هي إلا مقدمة لتوجيه مثلها لإيران.

وبدورها، تدخل إسرائيل على الخط ولا تتوقف عن بعث التهديدات ضد الدولة الإيرانية في هذا الشأن، غير مستبعدة أنها قد تلجأ إلى قصف منشآت البلاد النووية. 

إيران من جانبها، ردت على التهديدات الأمريكية الإسرائيلية مؤكدة أن أي هجوم عسكري ستتعرض له لن يمر مرور الكرام، بل سيقابل برد حاسم، غير مستبعدة أنها قد تضطر في هذه الحالة إلى تصنيع سلاح نووي. 

وأكدت إيران من مختلف المستويات السياسية، وكذا العسكرية، أنها لن تخضع إلى لغة التهديد، ولن تدفعها إلى تغيير موقفها المتعلق ببرنامجها النووي. 

وفي الإطار الدبلوماسي، دعت إيران مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إدانة تهديدات الرئيس الأمريكي باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي، قبل أن تؤكد أن "واشنطن" تتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة لأي عمل عدائي ضدها. 

وأكدت في هذا السياق أن الرئيس الأمريكي انتهك منذ توليه منصبه جميع الأعراف والمبادئ الدولية، حيث إنه يهدد دولًا مستقلة باللجوء للقوة، ما يشكل سابقة في العلاقات الدولية. 

مفاوضات غير مباشرة

وردًا على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طلب فيها التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق نووي، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده رفضت فكرة المفاوضات المباشرة بين الطرفين، في حين تم التأكيد على أن مسار المفاوضات غير المباشرة لا يزال مفتوحًا.

وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده لم تكن يومًا رافضة للتفاوض، بل إن عدم الوفاء بالعهود هو الذي تسبب في المشاكل، مما يستوجب تصحيح المسار وإعادة بناء الثقة، مؤكدًا أن "طريقة تعامل الأمريكيين هي التي ستحدد إمكانية استمرار المفاوضات".

وتعزي وزارة الخارجية الإيرانية هذا الرد إلى سياسة الضغط القصوى التي تمارس عليها من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، ما يجعل أي باب للتفاوض المباشر في ظلها مغلقًا، حيث إن أي محادثات لا بد أن تقوم على أسس متساوية واحترام متبادل.

وفي إطار ذلك، أكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن البيت الأبيض يدرس بجدية اقتراح إيران بإجراء محادثات نووية غير مباشرة، حسب ما أورده عن مصادر.

وقال "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي، إن الرئيس ترامب تلقى خلال عطلة نهاية الأسبوع رد إيران الرسمي على الرسالة التي وجّهها إلى المرشد الأعلى علي خامنئي الشهر الماضي، واقترح فيها إجراء محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وكشف المسؤول الأمريكي أن الإيرانيين سيوافقون فقط على محادثات غير مباشرة بوساطة سلطنة عُمان، التي سلمت ردهم لـ"واشنطن"، زاعمًا أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن المحادثات المباشرة ستكون أكثر نجاحًا، لكنها لا تستبعد الصيغة التي اقترحها الإيرانيون، ولا تعارض قيام العمانيين بدور الوساطة بين البلدين كما فعلوا في الماضي.

تحسين العلاقات في المنطقة

وفي الأثناء، تعمل إيران جاهدة على تحسين علاقاتها مع دول الجوار والدول الإسلامية عبر تأكيدها على أهمية تعزيز علاقاتها مع الدول الإسلامية ودول الجوار، حيث يتضح ذلك التوجه من خلال الاتصالات الهاتفية الأخيرة التي أجراها الرئيس مسعود بزشكيان.

وفي المقابل، فإن من المنتظر أن يصل الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في مايو القادم في أول زيارة خارجية له منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في يناير الماضي، غير أن مراقبين استبعدوا أن تتطرق الزيارة إلى ما يتعلق بالتوتر القائم مع طهران.