رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شارل مسييه.. رئيس الفلكيين وواضع فهرس الأجرام السماوية

12-4-2025 | 02:07


شارل مسييه

بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى وفاة شارل مسييه  فلكي فرنسي بارز، اشتهر بإعداد فهرس مسييه، وهو قائمة تضم 110 أجسام سماوية غير نجمية، مثل المجرات والسدم وعناقيد النجوم، التي تحمل اسمه حتى اليوم.

وُلد مسييه 26 يونيو 1730 في بادونفيليه بمنطقة لورين بفرنسا، العاشر بين اثني عشر طفلاً لوالديه فرانسواز غراندبليز ونيكولا مسييه، وهو موظف إداري بالمحكمة، فقد ستة من أشقائه في سن مبكرة، وتوفي والده عام 1741، مما جعل طفولته متواضعة لكن مليئة بالفضول العلمي.

بداياته واهتمامه بالفلك

أثار ظهور مذنب ذو ستة ذيول عام 1744 وكسوف حلقي للشمس عام 1748 اهتمام مسييه بالفلك، بدأ مسيرته عام 1751 كمساعد للفلكي جوزيف نيكولا دوليل في مرصد البحرية بباريس، حيث صقل مهاراته في الرصد باستخدام تلسكوبات تلك الحقبة، بحلول عام 1759، أصبح رئيس الفلكيين في المرصد، مكرسًا حياته لدراسة السماء.

 

فهرس مسييه

لم يكن هدف مسييه الأساسي إعداد قائمة بالأجسام السماوية، بل كان متخصصًا في تعقب المذنبات، حيث اكتشف 21 مذنبًا بنفسه، أثناء بحثه، لاحظ أجسامًا ضبابية ثابتة في السماء، مثل سديم السرطان (M1)، فخشي أن يخلطها الفلكيون بالمذنبات، فقرر توثيق مواقعها لتجنب الالتباس، مما أدى إلى إنشاء فهرس مسييه بين عامي 1758 و1784.

تضم القائمة، التي نُشرت رسميًا عام 1774، 103 أجسام اكتشف معظمها بنفسه، بمساعدة زميله بيير ميشان، وأُضيفت أجسام لاحقًا ليصل العدد إلى 110، تُعد هذه القائمة اليوم مرجعًا أساسيًا لهواة الفلك، حيث تُبرز أجمل الأجرام السماوية في نصف الكرة الشمالي.

إسهاماته وتأثيره 

لم يقتصر عمل مسييه على الفهرسة، بل ساهم في تطوير علم الفلك من خلال دقة ملاحظاته، كان شغفه بالمذنبات يعكس روح العصر العلمي في القرن الثامن عشر، حيث أثبتت عودة مذنب هالي صحة نظريات نيوتن، حصل مسييه على عضوية الأكاديمية الملكية للعلوم بباريس عام 1770، ووسام صليب الفارس عام 1806 تقديرًا لإنجازاته، رغم ذلك، عانى من إصابة عام 1781 أثرت على صحته، لكنه استمر في أرصاده حتى أواخر حياته.

حياته الشخصية والوفاة

عاش مسييه حياة هادئة مكرسة للعلم، متزوجًا من ماري فرانسواز دولا هيبرايس عام 1770، لكنه فقد زوجته وابنه الوحيد بعد ولادته بوقت قصير عام 1772، مما أثر عليه نفسيًا، توفي في باريس 12 أبريل 1817 عن عمر 86 عامًا، تاركًا إرثًا يُلهم علماء الفلك وهواة النجوم حتى اليوم.