ديوان العرب| قالت فطيمة حل شعرك مدحه.. قصيدة امرؤ القيس
تُعد قصيدة «قالت فطيمة حل شعرك مدحه» للشاعر امرؤ القيس، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «امرؤ القيس» بأنه أنه أحد أبرز الشعراء في العصر الجاهلي الذين كتبوا قصائد تبرز الفخر بالنسب والجاه وتتغنى بحب القبيلة، وتمجد الفروسية، وعلى رأسها قصيدة «قالت فطيمة حل شعرك مدحه».
تعتبر قصيدة «قالت فطيمة حل شعرك مدحه»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 18 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
وإليكم القصيدة «قالت فطيمة حل شعرك مدحه»:
قَالَتْ فُطَيْمَةُ حَلِّ شِعْرَكَ مَدْحَهُ
أَفَبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلا
وَهَمُ الكِرَامُ بَنُو الخَضَارِمَةِ العُلا
سَمَيْدَعٍ أَكْرِمْ بِذَاكَ نَجِيلا
يَا أَيُّها السَّاعِي لِيُدْرِكَ مَجْدَنَا
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ تَرُدُّ قَتِيلا
هَلْ تَرْقَيَنَّ إلى السَّماءِ بِسُلَّمٍ
وَلَتَرْجِعَنَّ إلى العَزِيزِ ذَلِيلا
سَائِلْ بَنِي مَلِكِ المُلُوكِ إذا الْتَقَوا
َنَّا وَعَنْكُمْ لا تَعَاشَ جَهُولا
مِنَّا الذي مَلِكَ المَعَاشِرَ عَنْوَةً
مَلَكَ الفَضَاءَ فَسَلْ بِذَاك عُقُولا
وَبَنُوهُ قَدْ مَلَكُوا خِلافَةَ مُلْكِهِ
شُبَّانَ حَرْبٍ سَادَةً وَكُهُولا
قالوا لَهُ : هَلْ أنتَ قَاضٍ ما تَرَى
إِنَّا نَرَى لَكَ ذا المَقَامَ قَلِيلا
فَقَضَى لكلِّ قَبِيلةٍ بِتِرَاتِهِمْ
لَمْ يَأْلُهُمْ في مُلْكِهمْ تَعْدِيلا
فَثَوَى وَوَرَّثَ مُلْكِ مَنْ وَطِئَ الحَصَى
قَسْرًا أبوهُ عَنْوَةً وَنُحُولا
سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ بِمَقْتَلِ رَبِّهِمْ
حُجْرِ بنِ أُمِّ قَطَامِ جَلَّ قَتِيلا
إذا سَارَ ذو التَّاجِ الهِجَانِ بِجَحْفَلٍ
لَجِبٍ يُجَاوَبُ بالفَلاةِ صَهِيلا
حتى أَبَالَ الخَيْلَ في عَرَصَاتِهِمْ
فَشَفَى وَزَادَ على الشِّفَاءِ غَلِيلا
أَحْمَى دُرُوعَهُمُ فَسَرْبَلَهُمْ بِهَا
والنَّارَ كَحَّلَهُمْ بها تَكْحِيلا
وأقامَ يَسْقِي الرَّاحِ في هَامَاتِهِمْ
مَلِكٌ يُعَلُّ بِشُرْبِها تَعْلِيلا
والبِيْضَ قَنَّعَهَا شَدِيدًا حَرُّهُا
فَكَفَى بذلكَ لِلْعِدَا تَنْكِيلا
حَلَّتْ لَهُ مِنْ بَعْدِ تَحْرِيمٍ لَهَا
أَو أَنْ يَمَسَّ الرَّأسَ منه غُسُولا
حتى أباحَ ديارَهمْ فَأَبَارَهُمْ
فَعَمُوا فهمْ لا يَهْتَدونَ سَبِيلا