بين الإلحاد والصوفية.. أبرز المحطات في ذكرى وفاة محمود الجندي
يحل اليوم الجمعة 11 أبريل، ذكرى وفاة الفنان محمود الجندي، الذي ترك خلفه إرث فني ضخم يظل في أذهان جمهوره، حيث استطاع التنوع بين الأدوار الدرامية والكوميدية، ولفت الانتباه له في بدايته رغم أن أدواره كانت صغيرة، ولكنه عاش حياة مليئة بالغموض والأسرار والأحداث الغير متوقعة التي تم الكشف عن بعضها قبل وفاته في لقاءاته التلفزيونية.
حياته
ولد محمود الجندي في 24 فبراير 1945 بمحافظة البحيرة، ودرس في مدرسة الصنايع، في قسم النسيج ثم عمل في أحد المصانع، وأخفى رغبته الشديدة بالالتحاق بالمعهد العالي للسينما عن والده ولكنه بعد أن اجتاز مرحلة القبول قرر إخبار والده ليفاجأه الأخير بدعمه له ليذهب معه للمعهد لتقديم أوراقه، ليتخرج محمود الجندي من المعهد عام 1967.
وانضم محمود الجندي بعد تخرجه من المعهد إلى التجنيد في القوات المسلحة لمدة 7 سنوات في سلاح الطيران، وشارك في حرب أكتوبر وعاد للتمثيل بعد الحرب.

بدايته
وبدأت مسيرة محمود الجندي الفنية بعد مشاركته في مسرحية “إنها حقًا عائلة محترمة”، ليلفت أنظار الجمهور بموهبته الفنية الكبيرة، ليتجه بعدها إلى عالم السينما والتلفزيون وذلك بعد أن قدم العديد من المسرحيات منها "حالة طوارئ"، "اللي عايزني يجيني"، "البرنسيسة"، "علشان خاطر عيونك"، "بحبك يا مجرم".

كما قدم محمود الجندي العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية التي استطاع من خلالها ترك بصمة في عالم الدراما المصرية، منها "قلوب حائرة"، "الجوارح"، "أبنائي الأعزاء شكرًا"، "دموع في عيون وقحة"، "الشهد والدموع"، "جمال الدين الأفغاني"، "الدالي"، "رمضان كريم"، "الحارة"، "ضمير أبلة حكمت"، "حديث الصباح والمساء"، وغيرهم من المسلسلات.
واستطاع محمود الجندي أن يبدع في أعماله السينمائية والذي تنوعت بين تراجيدية درامية وكوميدية، حيث لعب كافة الأدوار المختلفة ومن أبزر هذه الأفلام، "شفيقة ومتولي"، "حدوتة مصرية"، "التوت والنبوت"، "يوم مر ويوم حلو"، "اللعب مع الكبار"، "شمس الزناتي"، "ناجي العلي"، "خارج عن القانون"، "على جنب يا أسطى"، "هروب اضطراري" وغيرهم من الأفلام.
بين الألحاد والصوفية
وكشف محمود الجندي في لقاء له مع عمرو الليثي، أنه عاش في شبابه مرحلة تمرد فيها على كل شئ في الحياة، حتى وصل إلى الإلحاد
وقال الجندي: "كانت مرحلة البحث عن الذات، وبها شبه غرور بأن كل حاجة أنا اللي بعملها بمجهوداتي، ولحظة الغرور خلتني اتجه إلى فترة تمرد، لدرجة إن مكتبتي كانت مليئة بكتب تحفز على الإلحاد".
كما تحدث عن عودته إلى الإيمان، وذلك بعد أن توفت زوجته الأولى ضحى حسن، إثر إندلاع حريق في منزلهما، وأنه علم وقتها أنها رسالة من الله، حيث قال: "الحادثتين خلوني أشوف إن الدنيا مش مستمرة وسألت نفسي أنا عملت إيه وأنا ماشي صح ولا غلط".

وتابع: "لكن مش الحادثة بس اللي خلتني أرجع للإيمان، وأنا بطفي في الحريق بصيت على مكتبتي لقيت الكتب والجرايد اللى كتبت عني وكل شغلي بيولع، والجزء اللي فيه الكتب الإلحادية كانت بتولع بشكل فيه تحدي، وأدركت إنها رسالة من ربنا، وهنا قلت أنا راضي باللي ربنا يكتبه".
كما أوضح محمود الجندي، في لقائه في برنامج "حفلة 11"، بعد انتشار العديد من الأقاويل أنه اتجه إلى الصوفية، وذلك بسبب طريقة ملابسه، الجلباب والعمة البيضاء، كذلك ابتعاده عن التمثيل.
وقال الجندي "إن التصوف يكون في الإنسان وليس شرطا أن يبتعد عن عمله أو حياته، فقد يمارس حياته وهو متصوف"، مشيرا أنه أحب ارتداء الجلباب الأبيض لأنه يذكره بفترة طفولته في قرية أبو المطامير، وأكد أنه يحب الوسطية ولا يميل إلى التزمت او الانفتاح.
وفاته
والجدير بالذكر أن الفنان محمود الجندي، رحل عن عالمنا عام 2019، عن عمر يناهز الـ 74، بعد تعرضه لأزمة قلبية، تاركًا خلفه إرث فني لا ينسى.