فاينانشيال تايمز: على فريق ترامب عدم إهدار الفرصة الضئيلة المتاحة للتوصل إلى اتفاق مع إيران
حثت صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية فريق التفاوض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم إضاعة الفرصة الضئيلة المتاحة للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إيران حول برنامجها النووي.
وأكدت الصحيفة، -في مقال افتتاحي - أنه يجب على فريق ترامب أن يُقر بضرورة تقديم كل من واشنطن وطهران تنازلات حتى يتم انتهاز هذه الفرصة الضئيلة من أجل منع نشوب المزيد من الصراعات في المنطقة.
وقالت الصحيفة إنه بعد أسابيع من المبادرات الدبلوماسية الأمريكية التي شابتها تهديدات عسكرية، بدأت إدارة ترامب وإيران أخيرا في استكشاف إمكانية حل الأزمة المتصاعدة بشأن برنامج طهران النووي واسع النطاق.
وأجرى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات غير مباشرة في سلطنة عُمان، وصفها كلاهما بأنها بناءة .. والأهم من ذلك، اتفق الطرفان على عقد جولة ثانية مطلع الأسبوع المقبل.
ورحبت الصحيفة بهذه الخطوة الأولية، ورأت أنها تُشير إلى أن كل من ترامب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يرغبان في التوصل إلى اتفاق يجنبهما خطر المواجهة العسكرية .. ويتمثل التحدي الآن في الحفاظ على الزخم والانخراط بجدية إذا ما أرادا التغلب على انعدام الثقة العميق والتوصل إلى اتفاق مستدام يُعيق التقدم النووي الإيراني الذي قد يكون "خطيرا".
وبحسب الصحيفة، يتحمل ترامب نفسه مسؤولية كبيرة عن الأزمة، من خلال قراره قبل سبع سنوات الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وفرض عقوبات قاسية على طهران.. وكما كان متوقعا، دفع هذا النظام إيران إلى الرد بتكثيف عملية التخصيب.. ودمر ترامب اتفاقا كانت إيران ملتزمة به، والذي قيد أنشطتها النووية بشكل كبير، وفرض رقابة صارمة عليها.
وقالت الفاينانشيال تايمز إن ترامب يُريد الآن إعادة الأمور إلى نصابها، ويُصر على أنه يُفضل الحل الدبلوماسي، ولا يُريد أن تُورط الولايات المتحدة في حروب بالشرق الأوسط.. لكنه حذر مرارا من العمل العسكري إذا فشلت الدبلوماسية، كما تُشجع إسرائيل الخيار العسكري بعد أن وجهت ضربات إلى إيران في موجات من الغارات الجوية العام الماضي.
وأكدت الصحيفة أنه يجب على فريق ترامب السعي إلى اتفاق يُحيد التهديد النووي الإيراني، مع تقبل أن نجاحه يتطلب من كلا الطرفين تقديم تنازلات.
ويجب أن يعكس أي اتفاق المكاسب التي حققتها طهران، ويضع قيودا صارمة على برنامج التخصيب على مدار فترة زمنية طويلة، ويتضمن آلية مراقبة قوية.. وفي المقابل، ينبغي تخفيف العقوبات على طهران بشكل ملموس.
وشددت الصحيفة على عدم وجود مجال لإضاعة الوقت، إذ تهدد القوى الأوروبية بتفعيل آلية "العودة السريعة" قبل انتهاء صلاحية البنود الرئيسية في اتفاق 2015 في أكتوبر المقبل، في حال فشل الجهود الدبلوماسية.. وسيؤدي ذلك إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران .. وحذرت طهران من أنها سترد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مما يزيد من خطر الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية.
وفي ختام افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أن نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط سيكون كارثيا.. وقد لا تؤدي الضربات أيضا إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية، لكنها قد تدفع برنامجها النووي إلى مزيد من السرية، وتقنع السلطات هناك بالسعي إلى امتلاك قنبلة نووية، لذلك يجب عدم إهدار الفرصة الضئيلة المتاحة للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي.