المفوضية الأوروبية تقترح تعديل القواعد المتعلقة بذخيرة ومعدات الصيد للحد من مخاطر التسمم بالرصاص
اقترحت المفوضية الأوروبية تعديل القواعد المتعلقة بذخيرة ومعدات الصيد للحد من مخاطر التسمم بالرصاص بين الصيادين وأسرهم.
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الاخبارية الفرنسية اليوم /الثلاثاء/ ان المفوضية الأوروبية قدمت في 27 فبراير الماضي مشروع حول امكانية تنظيم ذخيرة الصيد ومعداته بشكل أفضل للحد من تعرض الصيادين للرصاص وذلك كجزء من لائحة "ريتش" (التسجيل والتقييم والترخيص وتقييد المواد الكيميائية) والذي يستند على توصيات الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية.
واضافت الصحيفة أنه عندما تتأثر سلسلة الغذاء الحيواني بالتسمم بالرصاص، فإن المستهلكين البشر لا يسلمون من ذلك، وفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، تقدر الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية أن "نحو 8ر13 مليون شخص في أسر الصيد، بما في ذلك 1ر1 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات أو أقل، معرضون كل عام للتعرض للرصاص من لحوم الطرائد (وهي اللحوم من الحيوانات البرية التي يتم اصطيادها في أفريقيا وآسيا)"، بما في ذلك الطيور المائية والحيوانات البرية الكبيرة .
وأظهرت دراسة نشرت اليوم /الثلاثاء/ في مجلة "علوم وممارسة الحفاظ على التنوع البيولوجي " أن تسمم الطيور المائية بالرصاص في منطقة /كامارغ/ الساحلية في جنوب فرنسا وتقع جنوب مدينة آرل، بين البحر الأبيض المتوسط وذراعي دلتا نهر الرون - لم ينخفض على الرغم من حظر صيد الرصاص في الأراضي الرطبة الفرنسية منذ عام 2006".
وقام مؤلفان الدراسة "أرنو بيتشيه" مدير الأبحاث و"أنتوني أوليفييه" الباحثان في "تور دو فالات" وهو معهد البحوث من أجل الحفاظ على الأراضي الرطبة المتوسطية ومقره كامارغ (جنوب شرق)، بجمع أغلفة البنادق بشكل منهجي على الطرق البلدية من عام 2008 إلى عام 2019. وفي عام 2008، كانت 90٪ منها عبارة عن ذخيرة رصاص وفي عام 2019، كانت النسبة لا تزال 50%، بحسب الدراسة.
ومن عام 1998 إلى عام 2017، وبفضل جمع عينات من صيادين متطوعين، تمت دراسة 2187 قوانصا من 13 نوعا من الطيور المائية أيضا بحثا عن وجود الرصاص. ونتيجة لذلك، "خلال فترة الدراسة التي استمرت عشرين عاما، قبل الحظر وبعده، كان متوسط انتشار حبيبات الرصاص في أحشاء الطيور المائية المحصودة 12% بالنسبة للأنواع الثلاثة عشر، مع عدم وجود انخفاض كبير بمرور الوقت"، وفقا للدراسة. ويحتوي واحد من كل ثمانية طيور مائية على حبيبة رصاص واحدة على الأقل في معدتة، ويصل هذا إلى واحد من كل أربعة طيور من البط البنتيل والبط البري الشمالي.
وأشارت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية إلى أن الرصاص يصنف على أنه "سام للغاية" وسلطت الضوء على "تأثيراته الضارة على الخصوبة وتطور الجهاز العصبي للجنين والطفل، مما يؤدي إلى أضرار دائمة وفقدان معدل الذكاء".
وأضافت الوكالة أن "الرصاص يرتبط أيضا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى والجهاز العصبي المركزي لدى البالغين".
يذكر أن "لائحة ريتش" هي لائحة الاتحاد الأوروبي الخاصة بتسجيل المواد الكيميائية وتقييمها وترخيصها وتقييدها. وبدأ سريانها اعتبارا من مطلع يونيو عام ٢٠٠٧، واستبدلت عددا من التوجيهات واللوائح الأوروبية التي كانت مطبقة من قبل وأصبحت نظاما واحدا. وتوجد عدة أهداف للائحة ريتش وهي تحسين حماية صحة الإنسان والبيئة من المخاطر التي يمكن أن تشكلها المواد الكيميائية وجعل الأشخاص الذين يسوقون المواد الكيميائية مسئولين عن فهم وإدارة المخاطر المرتبطة باستخدام تلك المواد وتعزيز الابتكار والقدرة التنافسية لقطاع المواد الكيميائية في الاتحاد الأوروبي وتعزيز الطرق البديلة لتقييم مخاطر المواد وضمان حرية تداول المواد في السوق الداخلية بالاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية هي إحدى وكالات الاتحاد الأوروبي، وهي مسؤولة عن تنظيم القضايا التقنية والعلمية والإدارية المتعلقة تنظيم في الاتحاد الأوروبي يسمى تسجيل وتقييم وترخيص وتقييد المواد الكيميائية.