أزمة في جيش الاحتلال.. اتساع حدة الغضب العسكري ضد نتنياهو بسبب ملف المحتجزين
تتوسع هوة الرفض لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تجاه الحرب في قطاع غزة في الداخل العبري، بما في ذلك الجيش، الذي تتوالى العرائض من داخله للمطالبة بإعادة الأسرى من غزة، ولو على حساب وقف الإبادة، وهو الأمر الذي لا يريده الأول، لما يمثله ذلك من تهديد لمستقبل الحكومة التي يتزعمها.
أعيدوا الأسرى
في أحدث ما يتعلق بحملات توقيع العرائض من داخل الجيش الإسرائيلي للمطالبة بإعادة الأسرى من غزة، التي بدأها عسكريون من سلاح الجو، وقع نحو 250 عسكريًا حاليين وسابقين من وحدة الكوماندوز البحرية النخبوية "شايتيت"، اليوم الثلاثاء، رسالة تدعم إنهاء الأعمال العدائية في غزة في إطار صفقة تبادل أسرى، حسب إعلام عبري.
كما وقع أكثر من 7 آلاف إسرائيلي عريضة تطالب باستعادة الأسرى لدى حركة حماس عبر وقف الحرب على قطاع غزة، حسب منظمة "نقف معًا" اليسارية الإسرائيلية المعارضة للحرب.
وورد في نص العريضة: "سئمنا من تخلي الحكومة عن المحتجزين، سئمنا من الحروب السياسية، سئمنا من اليمين المتطرف"، كما أكدت أن الحكومة اختارت أن تدمر فرصة التوصل إلى وقف إطلاق نار من أجل البقاء السياسي فقط.
وتتلاحق التوقيعات في إسرائيل، منذ 10 أبريل الجاري، من عسكريين بالجيش وأكاديميين ومسؤولي أجهزة أمنية ومدنيين في مختلف القطاعات، للمطالبة بإعادة الأسرى لدى حركة حماس، ولو كان ذلك على حساب وقف الحرب، فيما يبدو أنه آلية تصعيد جديدة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يتمسك بمواصلة الحرب على غزة بدوافع شخصية.
وعلى الصعيد العسكري، يخشى أن تفاقم هذه التوقيعات أزمة النقص في الجنود التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي، جراء عدم تجنيد اليهود الحريديم، وعزوف جنود من الاحتياط عن الخدمة لأسباب ضمنها الإرهاق من طول الحرب.
وتتزعم الحكومة العبرية برئاسة بنيامين نتنياهو، منذ أكثر من عام ونصف، حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، تحت حجة تحرير المحتجزين لدى حركة حماس، غير أنها في الحقيقة لم تبدي أي عزم تجاه تحقيق ذلك.
وتأكدت الأوساط العبرية، بما فيها المؤسسة العسكرية، التي تُمعن في إبادة فلسطينيي قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، أن لا سبيل لتحرير الأسرى لدى حركة حماس، دون إنهاء الحرب، وهو ما تؤكده الأخيرة أيضًا.
ومحاولًا تهدئة الضغوط الداخلية، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هناك "مفاوضات مكثفة" هذه الأيام لإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، والذي كان من المفترض أن تتم عودتهم بموجب المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 من يناير الماضي، قبل أن تتنصل إسرائيل منه فجر اليوم 58 من سريانه لتضع مصيرهم قيد المجهول.
ومن جانبها، تؤكد حركة حماس، استعدادها لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، مقابل صفقة تبادل جادة ووقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
وعليه، فإن الموقعين على العرائض يؤكدون ضرورة عودة جميع الأسرى لدى حماس عبر تنفيذ هذا المطلب، الذي لا تريده الحكومة، وهو وقف الحرب، حفاظًا على حياة من تبقى منهم.
وهذه المطالب حظيت بدعم عائلات الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة، حيث نشر نحو 200 فرد من عائلات المحتجزين وعائلات أخرى، بينهم ناجون من الأسر، رسالة دعم للاحتياطيين والمدنيين، طالبوا فيها بوقف الحرب وإعادة الأسرى، كما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وفي أكثر من مرة، طالبت عائلات الأسرى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بوقف الحرب على قطاع غزة، باعتبار أن هذا هو الطريق الوحيد لإعادة جميع المحتجزين من هناك دفعة واحدة فورًا، غير أنه لم يكترث لهذا.