في ركن مبهج من ذاكرة الطفولة، عمل جين ديتش لإخراج الضحكات الرنانة من القلب، يصحبها مطاردة فكاهية بين قط وفأر لنعيش معهم في حكاية تبقى في الذاكرة، ويتعلق بها كل كبير وصغير في انتظار مشاهدة حلقة جديدة من المشاكسة والوفاء والغضب والفكاهة.

لم تكن قصص توم آند جيري مجرد رسومات كرتونية متحركة لكنها حياة أجيال بكاملها، بعد أن حولت الصمت إلى موسيقى والحركة إلى بهجة، حيث كانت الانفعالات تتحدث عن نفسها، وبلمسه فنية إبداعية جعل المخرج الكبير والرسام الكارتوني يوجين ميريل ديتش الذي تحل اليوم ذكرى وفاته من سلسلة توم آند جيري رحلة بصرية خالدة في وجدان أجيال متعاقبة، وفي قلب كل طفل.  

ولد جين ديتش 8 أغسطس 1924 في الولايات المتحدة الأميركية، عمل في شركة طيران أميركا الشمالية قبل أن يلتحق بالجيش، ويتلقى تعليما مخصصا للطيارين الحربيين، كما عمل في رسم مخططات الطائرات.

أصيب بعد عام واحد من العمل بالتهاب رئوي أدى إلى تسريحه من الجيش، فقرر حينها الانتقال إلى "براغ"، وبدأ حياته مع الرسوم المتحركة منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، كما عرف بأسلوبه التجريبي في الرسوم المتحركة، مع استخدامه لمؤثرات صوتية وتصاميم غير تقليدية، خاصة في أعماله المستقلة.

ولديتش العديد من الأعمال الشهيرة: توم وجيري (Tom and Jerry):أخرج 13 حلقة في بداية الستينات، وهي حلقات مختلفة في طابعها عن باقي السلسلة، حيث تم إنتاجها في مدينة براغ بتشيكوسلوفاكيا، بوباي (Popeye):أخرج عدداً من الحلقات لشخصية "باباي البحار"، وMunro فيلم رسوم متحركة قصير أخرجه عام 1960، وفاز عنه بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير عام 1961، وتدور قصته حول طفل صغير يتم تجنيده عن طريق الخطأ في الجيش.