رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شجرة غريبة من نوعها.. تزدهر عندما يضربها البرق

19-4-2025 | 22:04


مؤجل شجرة غريبة من نوعها.. تزدهر عندما يضربها البرق

إيمان علي

يقتل البرق معظم الأشجار التي يضربها، لكن العلماء اكتشفوا نوعًا من الأشجار لا ينجو من ضربات البرق فحسب، بل يزدهر أيضًا كنتيجة مباشرة لها.

ولفترة طويلة، كان هناك إجماع في الأوساط العلمية على أن الصواعق لا يمكن أن يكون لها سوى آثار سلبية على الأشجار، وفي أفضل الأحوال، بالكاد تنجو الشجرة التي تُضرب بالصواعق، وفي أسوأ الأحوال، تُدمر تمامًا.

ولكن مع استمرار العلماء في استكشاف مناطق مجهولة مثل غابات الأمازون المطيرة وجمع البيانات عن أنواع جديدة، بدأت نظريات حول الأشجار المقاومة للصواعق في الظهور. ومع ذلك، لم يُكتشف دليل على وجود مثل هذه "الأشجار الخارقة" إلا منذ حوالي قرن مضى.

واليوم، يعرف العلماء نوعًا واحدًا على الأقل من الأشجار لا يتجاهل ضربات الصواعق المتعددة خلال حياته فحسب، بل يجذب الصواعق ويستخدم قوته التدميرية لتدمير الأشجار المحيطة والاستيلاء على جميع أشعة الشمس والمغذيات المحيطة به.

في عام ٢٠١٥، أثناء عمله في بنما، عثر إيفان غورا، عالم بيئة الغابات في معهد كاري لدراسات النظم البيئية، على مشهدٍ مذهل: شجرة Dipteryx oleifera نجت من صاعقة قوية بأضرار طفيفة. لكن الأمر نفسه لم ينطبق على الكرمة التي تشابكت معها وعشرات الأشجار المحيطة بها. فقد قُطعت الكرمة من تاج الشجرة الضخم بالكامل تقريبًا، بينما ماتت جميع الأشجار المحيطة بها.

بعد تحليل هذا المنظر غير العادي، استنتج العلماء أن شجرة Dipteryx oleifera قادرة على تحمل الصواعق بسهولة، ولكن لم يكن هناك سبيل للتأكد من ذلك.

خلال بحثهم في غابات بنما، عثر غورا وفريقه على أشجار أخرى من نوع Dipteryx oleifera، المعروفة أيضًا باسم أشجار almendro، والتي بدت وكأنها ازدهرت بعد تعرضها لصاعقة رعدية بدلًا من أن تموت كغيرها من الأنواع.

عزز هذا حدسهم بوجود شيء مميز في هذا النوع من الأشجار، لكنهم قرروا إثباته علميًا. باستخدام نظام خاص لتحديد مواقع الصواعق، تتبع الفريق نتائج 93 شجرة تعرضت لصاعقة رعدية في نصب بارو كولورادو الطبيعي، وقاسوا معايير مثل معدل البقاء على قيد الحياة، والحالة البدنية، والنشاط الطفيلي، ومعدل موت النباتات المحيطة بها لمدة تتراوح بين سنتين وست سنوات. كانت نتائجهم مبهرة!

وفي ورقة علمية نشرت مؤخرا في مجلة New Phytologist ، كتب جورا وفريقه أن جميع أشجار Dipteryx oleifera التسع المشمولة في بحثهم نجت من ضربات البرق مع القليل من الضرر، مقارنة بالأشجار الـ84 الأخرى، والتي عانت من أضرار جسيمة، حيث مات 64٪ منها في غضون عامين، وفقدت جميعها تقريبا 5.7 ورقة أخرى من تيجانها.

يشير الباحثون إلى أن أشجار ديبتركس أوليفيرا قد تطورت لجذب الصواعق. فهي طويلة للغاية ولها تيجان عريضة بشكل غير عادي، تعمل كقضبان صواعق، مما يجعلها أكثر عرضة للصعق بالبرق بنسبة تصل إلى 68% من الأشجار العادية. يبلغ متوسط ​​عمر أشجار ديبتركس أوليفيرا حوالي 300 عام، وتتعرض العديد منها للصعق بالبرق عدة مرات خلال حياتها (كل 56 عامًا في المتوسط). قد يُعتبر النجاة من صاعقة واحدة أمرًا مصادفة، لكن النجاة من ست صواعق أو أكثر أمر مختلف تمامًا. خلال الدراسة، تعرضت إحدى أشجار ديبتركس للصعق مرتين خلال خمس سنوات فقط وازدهرت.