رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إن الحماقة أعيت من يداويها؟ «التزييف الإخوانى العميق»!!

17-4-2025 | 19:16


.

بقلـم: حمدى رزق

الحكمة تقول «إن الحماقة أعيت من يداويها»، وكما هو معروف أن لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها، فقد وصفت الحماقة بأنها كساد العقل أى أنها ضد العقل، وقيل إن الحماقة داء مستعصٍ لا يمكن الشفاء منه، إذ إنه من الممكن أن يتعلم الجاهل ويصبح عالمًا بالشيء، ومن الممكن أن يتمرس الغبى فتزداد خبرته، ولكن الأحمق لا أمل يرجى منه، ودواء الأحمق فقط هو الابتعاد عنه وتجنبه.

تحقق قبل أن تصدق، لقد أصبحت ضحية بمحض إرادتك، «التزييف العميق» يتطور بسرعة الصوت، مما يجعله تهديدًا حقيقيًّا.

 

لا تصدق كل ما تراه أو تسمعه فورًا، تحقق أولا، إخوان الشيطان مخادعون، يلعبون على الأوتار العاطفية، منافقون يخادعون الرأى العام وهو خادعهم بوعيه الذى يراهن عليه.

إخوان الشيطان يمارسون التزييف العميق Deepfakes بخبث سياسى عميق، التزييف العميق تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعى لإنشاء صور، أصوات، أو مقاطع فيديو مزيفة تبدو حقيقية، يمكن استخدامها فى العموم بطرق إيجابية، مثل صناعة الأفلام والإعلانات، لكنها أصبحت أداة احتيالية خطيرة فى يد المجرمين الإلكترونيين، وفى الحالة المصرية فى يد الإخوان والتابعين.

فيديو رفح نموذج ومثال فج على التزييف الإخوانى العميق، لم تتورط شبكة CNN فى نشر المقطع (المزيف) الذى يصور رقص مصريين على الجانب المصرى من معبر رفح بينما تشن إسرائيل غارات على قطاع غزة.

الفيديو المزيف استهدف إجهاض تحرك آلاف المصريين إلى معبر رفح، تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» إلى مدينة العريش برفقة الرئيس السيسى وفى ضيافة مصر.

للأسف، حصد المقطع المزيف مئات الآلاف من المشاهدات وعشرات الآلاف من التفاعلات عبر مختلف المنصات الاجتماعية.

الفيديو (المزيف تقنيا) يعرض ما يبدو أنه مشهد رأسى من الجو لجانبى الحدود عند معبر رفح، حيث أشخاص يحملون أعلامًا مصرية إلى اليمين من المعبر، ونيران مشتعلة على بعد أمتار منه فى الجانب الفلسطينى

أظهر تحقق ( موقع CNN بالعربية ) من الفيديو، أن المقطع المزيف جرى إنتاجه عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعى، ويدعم ذلك طبيعة ظهور بعض عناصر الفيديو، التى تبدو غير منطقية، مثلا طريقة تصاعد الدخان فى خلفية الفيديو وحركة الأشخاص البطيئة والمتمهلة على الجانبين بالتزامن مع ما يزعم الفيديو أنه للحظة وقوع قصف فى الجانب الفلسطينى من المعبر.

وبحسب الموقع، التزييف العميق، والمشاهد تبدو مشابهة للواقع، إلا أنها ليست متسقة مع الطوابع الجغرافية والمبانى فى محيط معبر رفح وبواباته.

‏‎للأسف تورطت مواقع ذات مصداقية فى نشر الفيديو المزيف، لم تتوفر على تحقيقه كما فعلت CNN، وعادت تعتذر وتكذب الفيديو، ولكن بعد أن وقعت الواقعة السلبية التى استهدفت إجهاض مردود زيارة الرئيسين السيسى وماكرون للعريش وتفقد مستشفياتها وخدماتها المتكاملة للجرحى الفلسطينيين.

يقينا تحتاج إلى آلية تحقق متقدمة ومتطورة لتبين صحة ما يرد إليك على هاتفك الذكى من فيديوهات (صوت وصورة) قبل أن تتبناه، وتبنى عليه موقفا، وتشيره للأصدقاء، فتسهم دون قصد فى ترويج منتجات التزييف الإخوانى العميق فى الفضاء الإلكتروني..

يعتمد «التزييف العميق» على تقنيات «التعلم العميق» لإنشاء محتوى مزيف يصعب تمييزه عن الحقيقي، يمكن للمهاجمين من انتحال شخصيات حقيقية، مثل رؤساء الشركات أو الأقارب، لخداع الضحايا وسرقة بيانات حساسة أو نشر أخبار كاذبة.

التزييف العميق أنواع، أخطرها تزييف الصور، بغرض إنشاء صور لأشخاص مزيفين أو تعديل صور لأشخاص حقيقيين يقومون بأشياء لم يفعلوها.

تستخدم التقنية لتشويه السمعة أو الاحتيال، وكم من بيوت بين ظهرانينا خربت بسبب التزييف المصور، وكم من سيدات شريفات، وأزواج مخلصين تعرضوا لتشويه السمعة بصور ملفقة ترسل عمدا بغرض الابتزاز المالي، وتسبب نزيف سمعة، قد تكلف المجنى عليه حياته أو أسرته أو عمله بإشانة سمعته بصورة تلف الفضاء الإلكتروني، ويصعب على غير المختصين كشف تزييفها، إن الصور تشابهت علينا !!

الأخطر، تزييف الأصوات، وهى واحدة من أقذر عمليات الابتزاز، فحسب استنساخ صوت شخص لخداع الآخرين، مثل طلب معلومات حساسة أو أموال، وكثيرا ما يحدث ويفاجأ الأصدقاء والأقارب بمن يطلب منهم أموالا، وهم يعلمون قدر تعففه، وبعضهم يسقط فى حبائل النصابين، وقد يتورط موظف فى تشهيل وتشيير معلومات حساسة عن عمله، غير مأذون بتداولها، ولكنه يتلقى توجيها مزورا يسقطه فى الفخ المنصوب بمهارة !

وتزييف الفيديوهات (نموذج فيديو رفح المزيف)، ويعنى بالتلاعب بمقاطع فيديو، سواء مسجلة أو مباشرة، لجعل أشخاص يقولون أو يفعلون أشياء لم تحدث، يمكن استخدامها فى الابتزاز أو تزييف تصريحات الشخصيات العامة، أو تزييف حوادث وأحداث لم تحدث، ويجرى اختلاقها من العدم.

مشادة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بالأيدى مع الرئيس الأوكرانى «فلاديمير زيلينسكي» فى البيت الأبيض، نموذج ومثال لاستغلال الملاسنة بين الرئيسين فى ذات المقابلة المذاعة على الهواء مباشرة، ولكن بالتزييف العميق جرى إقحام ما لم يحدث ولم يشاهده العالم، والغريب لقى بعض تصديق من البعض..

اكتشاف التزييف العميق يحتاج إلى خبرة إلكترونية لا تتوفر للكثيرين، رغم ذلك، يبقى الحدس الوسيلة الأولية لسبر أغوار التزييف العميق، والنصيحة التى يعتنقها المتخصصون، وينصحون بها، «ثق بحدسك»، هل تشعر بشيء غريب فى التفاعل؟ هل الطلب عاجل أو غير متوقع؟ هل يتصرف الشخص بغرابة، حتى لو بدا طبيعيًّا؟ هل يطلب أحدهم معلومات سرية أو بيانات شخصية لا ينبغى له الاطلاع عليها؟ ينصحونك، إذا شعرتَ بشيء غير طبيعي، فثق بحدسك وتأكد جيدًا من وقع التزييف قبل الاستجابة لطلبه.

العواطف بيت الداء، الطبقة الرخوة التى ينفذ منها المتلاعبون، لذا يحذرون من التلاعب العاطفي، غالبًا ما يُثير المهاجمون الإلكترونيون حالة من الاستعجال أو الخوف لإجبارك على التصرف بسرعة، فإذا أصابتك رسالة أو مكالمة بالذعر، فخذ نفسًا عميقًا وتحقق، فكلما زادت قوة التأثير العاطفي، كإثارة شعور قوى بالاستعجال أو الخوف، زاد احتمال تعرضك لهجوم محتمل.

ويبقى التحقق بوسيلة أخرى، فإذا شككت فى هوية المتصل، فتواصل معه بطريقة مختلفة، على سبيل المثال، فى حال وجود مكالمات فيديو أو رسائل تخشى أن تكون مزيفة، تواصل معه عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، إذا تلقيت مكالمة صوتية تطلب إجراءً عاجلًا، فأغلق الخط ثم اتصل به مرة أخرى من رقم موثوق.

مهم وضرورى إنشاء كلمة أو عبارة رمزية متفق عليها (كلمة سر) اتفق على كلمة أو عبارة رمزية مشتركة معروفة فقط داخل مجموعتك أو ربما عائلتك، والتى يمكن استخدامها للتحقق من صحة الاتصالات العاجلة.

( المعلومات التقنية الواردة فى المقال من نشرة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار / مجلس الوزراء).