رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بين الدبلوماسية والعمل العسكري.. انعقاد ثاني جولات المحادثات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني

19-4-2025 | 12:44


طهران

محمود غانم

لم تخفف الإيجابية التي سادت الجولة الأولى من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج الأخيرة النووي من حدة التوتر بين البلدين، الآخذ في التزايد، رغم تأكيد كلا الطرفين رغبتهما في التوصل إلى حل لهذه المسألة عبر العمل الدبلوماسي.

محادثات البرنامج النووي الإيراني

وتستضيف العاصمة الإيطالية روما، اليوم السبت، جولة ثانية من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج الأخيرة النووي، وذلك بعد الجولة الأولى التي عقدت في سلطنة عُمان ووصفت محادثاتها بـ"البناءة والإيجابية."

وللإشارة، يقود الوفد الإيراني في هذه المباحثات وزير الخارجية عباس عراقجي، في حين يرأس الوفد الأمريكي ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط.

وأكدت إيران، أن هذه الجولة من المفاوضات، كما الجولة الأولى، ستكون غير مباشرة، برعاية وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بالرغم من أن الولايات المتحدة كانت تريد العكس.

وتنعقد هذه الجولة من المباحثات في ظل تأكيد الولايات المتحدة عبر ممثلها في المفاوضات ستيف ويتكوف، أن على طهران وقف برنامجها للتخصيب والتسليح النووي والقضاء عليه، مشددة على أن أي اتفاق يجب أن يُرسي إطارًا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط.

وفي مقابل ذلك، أكدت إيران عبر ممثلها وزير الخارجية عباس عراقجي، أن بلاده تعتبر قضية تخصيب اليورانيوم غير قابلة للتفاوض، وذلك ردًا على التصريحات الأمريكية السابقة.

التوافق ممكن

وفي ذات السياق، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن إدارة البلاد تسعى إلى حل سلمي مع إيران، لكنها لن تتسامح أبدًا مع تطويرها سلاحا نوويًا.

وعلية، شددت الخارجية الأمريكية على أن "الاتفاق المحتمل لا بد ألا يمنع إيران فقط من امتلاك سلاح نووي الآن، بل في المستقبل أيضًا، وليس فقط لعشر سنوات مع وجود بند انقضاء أو ما شابه".

والأسبوع الماضي، قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن فريق الأمن القومي الأمريكي يشهد انقسامًا بخصوص كيفية منع إيران من امتلاك سلاح نووي، حسب ما أورده عن مسؤول أمريكي.

وأضاف المسؤول الأمريكي، لـ"أكسيوس"، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وعددًا من الجمهوريين، يعتقدون أن إيران في موقع ضعف، ويرون أن الوقت مناسب للتصعيد ضدها، وأن اللحظة سانحة لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالقوة إذا لزم الأمر.

بينما حذر مسؤولون آخرون مثل جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، ووزير الدفاع، بيت هيسجيث، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من أن شن هجوم على طهران قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط.

ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن المفاوضات مع إيران لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى، وسمح باستئنافها لتوضيح أن طهران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، كما نقل "أكسيوس" عن مجلس الأمن القومي الأمريكي

وفي المقابل، أكدت الخارجية الإيرانية، أنها تعتقد أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.

الحل العسكري

ورغم أنه منع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، كما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا يستبعد تفعيل الخيار العسكري ضد طهران. 

وقد عززت الولايات المتحدة قواتها وأسطولها البحري في الشرق الأوسط، لتوجية ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية بالتعاون مع إسرائيل حال فشلت المحادثات.

ومع ذلك، فإن إسرائيل قد تقدم بمفردها على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، دون الحصول على ضوء أخضر أمريكي، حيث إنها ترى أن نافذة الفرصة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني تضيق بسرعة.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤولين أمنيين، بأن إسرائيل ترى أن نافذة الفرصة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني تضيق بسرعة، حيث تشير التقديرات إلى أن المؤسسة العسكرية باتت تملك القدرة العملياتية على تنفيذ مثل هذه الضربة، رغم التحذيرات من أن النجاح الكامل يتطلب تنسيقًا أمريكيًا.

وذكرت الصحيفة، أن أوساط سياسية وأمنية في إسرائيل تعتبر أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية لا يهدف فحسب إلى وقف المشروع النووي، بل قد يؤدي إلى انهيار النظام في طهران.