استمتعت وسعدت كثيرا بمشاهدة مسلسل «80 باكو» الذى عرض فى النصف الأول من شهر رمضان. مصدر سعادتى هذه النماذج الحية التى نراها ونلتقيها فى حياتنا؛ مجموعة من السيدات المكافحات وهذا هو حال المصرية، هى دائما فى حالة نضال مع ظروفها الحياتية وتعاملاتها اليومية مع مجتمع تغير كثيرا فى سلوكياته ونظرته للمرأة تارة بالسلب وأخرى بالإيجاب. بطلات المسلسل أجدن فى أداء أدوارهن، كنَّ طبيعيات، لم نسمع لفظا أو فعلا يخدش حياءنا، سيدات يسعين من أجل «السترة ولقمة العيش» البطلة شابة «بوسى»بنت الحى الشعبى الأصيل، كل همها مساعدة خطيبها «تيخا» على جمع 80 ألف جنيه لإتمام زواجهما، عملت واجتهدت وكانت حريصة ومصرة على تعليم شقيقتها الصغرى حتى لا تعانى ما تعانيه هى، السترة هدفها، تتزوج وتعيش فى شقة صغيرة وتنجب أطفالا، تريد أن تكون إنسانة طبيعية مثل كل البنات وهذا فكر كثير من أمثالها من البنات. على الجانب الآخر وبنفس الفكر مع اختلاف السلوك «فاتن»زميلتها فى الكوافير تسعى من أجل السترة، ولكن ليس مهما لديها أن تخطف خطيب زميلتها وعشرتها فى العمل، المهم العريس ثم «عبير» التى تتحمل الإهانة والضرب وكل أنواع العنف من زوج غير سوىّ من أجل فكرة «ضل راجل ولا ضل حيطة»، على الرغم من أنها موهوبة ولديها حرفة «الحياكة» تستطيع أن تنجح وتكبر وتستقل من خلالها، لكن الخوف الذى تربت وكبرت عليه جعلها فريسة له طوال أحداث المسلسل إلى أن تقرر الاستقلال والنجاة، فتنجح بموهبتها فى تصميم الأزياء، وتعود لها ثقتها فى نفسها، وهنا تُقدم على اتخاذ القرار الذى صبرت عليه طويلا وهو الانفصال.
هذه النماذج الثلاثة تحتضنهن بحب ودفء وإخالص «لولا» صاحبة «البيوتى سنتر»، والتى تكتشف خيانة شقيقتها لها ً أنها نسيت نفسها واستسلمت للوحدة التى لا طائل منها، وأيضا فتقرر إصالح مسارها بالزواج ممن يحبها.

كل هذه النماذج موجودة بيننا تعانى من أساليب تربية غرزت فى البنات أن الزواج هو السترة بعيدا عمن تتزوج أو تختار، فكانت المعاناة التى شاهدناها على مدار 15 حلقة، والتى نجح كاتب العمل فى «عدل المايلة» بعالج السلبيات لدى كل بطلة مؤكدا على قيمة العمل والبحث عن الإبداع بداخل كل إنسان والإصرار عليه حتى يصل لحلمه وهدفه، فعل هذا مع بطلات المسلسل وأيضا مع خطيب «بوسى» فكانت النتيجة اعمل، َ تعلم، اجتهد ولا تتخل عن حلمك. لأنه فى النهاية إن لم تختر الزوج المناسب، المكافح، السوى المقدر لزوجته لا تتحقق السترة التى ينادون بها بل يكون البديل الإهانة والمهانة. تحية للمبدعة «انتصار» والمواهب الشابة «هدى المفتى، رحمة أحمد، ودنيا سامى»، وقبلهم لكاتبة العمل غادة عبد العال ومخرجة العمل كوثر يونس، طاقم من النساء الفضليات استطعن تقديم رسالة هادفة.